Home أخبار نوفل سلامة يكتب: القرآن .. أي أسم وأي مسمى…يوسف الصديق يقدّم طرحا جديدا ومثيرا!

نوفل سلامة يكتب: القرآن .. أي أسم وأي مسمى…يوسف الصديق يقدّم طرحا جديدا ومثيرا!

0 second read
2
0

كتب: نوفل سلامة  

في إطار المشروع البحثي الذي يعمل على إنجازه معهد البحوث المغاربية المعاصرة بالاشتراك مع المكتبة الوطنية وجامعة “آيكس مرسيليا” حول الدراسات القرآنية التي تعنى بالإجابة على سؤال النشأة الأولى للنص القرآني والحفر في البدايات الأولى لنزول الوحي…

وذلك في اتجاه مزيد التعرف على الظاهرة القرآنية والكشف عن حقائق أخرى منسية حول القرآن والمناطق المخفية – على حد قول المنظمين لهذا اللقاء – والتي تم تجاهلها في نظرهم حول هذا النص الديني المقدس، وهي الغاية المعلنة لهــذا المشـــروع المعـــرفي المــشترك…

مسامرة رمضانية

احتضنت المكتبة الخلودنية بالمدينة العتيقة مسامرة رمضانية يوم الإثنين 18 أفريل الجاري جمعت في لقاء فكري كلا من يوسف الصديق المختص في انتروبولوجيا القرآن ورجاء بن سلامة الأستاذة الجامعية في الآداب العربية ومديرة المكتبة الوطنية وقمر بن دانة الأستاذة الجامعية المتخصصة في التاريخ المعاصر بجامعة منوبة، وهي باحثة مشاركة في معهد البحوث المغاربية المعاصرة وكان اللقاء حول سؤال أي إسم للقرآن؟
وهل ما نعلمه من قرآن هو الحقيقة النهائية؟ وهل ما زال مضمون القرآن يثير الانتباه ويفتح الآفاق للبحث رغم الكم الكبير من الدراسات التي شملت هذا النص الديني وهي أكثر من أن تُحصى ومع ذلك فإن هذا النص ما زال مضمونه يثير السؤال تلو السؤال.

اسئلة مستفزة..

المحاضرة الرئيسية في هذه المسامرة الفكرية كانت للأستاذ يوسف الصديق الذي لم يشذ هذه المرة عن عاداته السابقة في إثارة الأسئلة المستفزة والتطرق إلى المسائل الجدالية والقضايا التي تفتح الباب للشك والحيرة…
فيوسف الصديق كان وفيّا إلى نهجه الفكري في تعرضه للظاهرة القرآنية وتركيزه هذه المرة كان حول لفظة القرآن التي سمى بها الوحي الذي أنزله الله على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم متسائلا عن حقيقة تسمية هذا النص الديني بالقرآن في علاقته باللغة العربية، اللغة التي نزل بها القرآن حيث اعتبر أن لغة العرب لم تعرف من قبل هذا المصطلح…
وفي هذا المستوى من الحديث عرّج يوسف الصديق على ظاهرة الكلمات غير العربية التي تضمنها القرآن وهي ألفاظ دخيلة عن اللغة العربية ما يجعل من القول بأن القرآن عربي اللفظ مسألة فيها نظر حسب رأيه.
من النقاط الأخرى التي أثارها الصديق مسألة تنقيط حروف القرآن الذي جاء متأخرا في الزمن عن تاريخ نزوله حيث كانت ألفاظ الكتاب في بادئ الأمر غير منقطة بحيث لم يكن يفرق بين حرف الخاء والجاء والحاء ولا بين السين والشين ولا بين الراء والزين وهكذا بما يعني أن القرآن الذي بين أيدينا ليس هو نفسه الذي نزل في زمن الوحي…
كل هذه القضايا وغيرها يثيرها يوسف الصديق بطريقته المعتادة لينتهي إلى القول بأن القرآن ليس نصا مقدسا ولا أزليا أو معجزا ولا هو خارج التاريخ وتأثيراته ولا بعيدا عن تدخل البشر في كتابته وتدوينه وفي هذا المستوى من الطرح يعتبر بأن هناك قرآن المؤمنين الذي يحقق السكينة والهدوء الايماني ويقدم حقائق وتفسيرات تطمئن القلوب، فهو وفق هذا الفهم خارج عن التاريخ وغير محكوم بأحداثه وهناك قرآن آخر هو قرآن المؤرخ الذي ينظر للنص المقدس على أنه نص تاريخي لا يخرج عن مؤثرات زمانه…
وهذا الموقف الأخير هو الذي يميل إليه الصديق ويدافع عنه بقوة، ويعتبره النهج الذي يساعد على فهم حقيقة القرآن وحقيقة الإسلام من خلال العودة إلى الجذور التاريخية الأولى لتبين ظروف الوحي وملابسات كتابته وجمعه وفعل الصحابة فيه ودور الخليفة عثمان بن عفان في عملية جمعه وحمل المسلمين على التعبد بكتاب واحد بعد أن أحرق النسخ الأخرى منه وهي عملية يراها الصديق قد فوّتت على المسلمين فرصة الاطلاع على ما أحرق من القرآن الذي قد يكون حوى حقائق أخرى عن الوحي…

 مجال للإيمان فقط

كل هذا الجهد الذي يبذله يوسف الصديق في حديثه عن تأثر القرآن بالأحداث والملابسات التاريخية والأحداث التي رافقته ومحاولة الإقناع بأن هذا النص الديني قد تدخل في تأسيسه فعل الإنسان هو من أجل القول بأن القرآن الذي بين أيدينا ونتعبد به اليوم هو القرآن الذي صاغه الخليفة عثمان وحمل الناس على الإقتداء به، ومعه تحول القرآن إلى مجال للإيمان فقط في حين نسينا حسب ظنه كل القلق الفكري الذي أحدثته فرقة المعتزلة والكثير من المفكرين العقلانيين كالراوندي وغيره من الذين حاولوا مبكرا تقديم رؤية أخرى وقراءة مختلفة عن تاريخ القرآن وحقيقته وكل المعركة التي دارت بين المعتزلة والحنابلة والأشاعرة حول حقيقة القرآن المعروفة بفتنة خلق القرآن ومدارها السؤال الذي يزال قائما إلى اليوم هل أن القرآن هو كلام لله لفظا ومعنى أم أن معناه من عند الله و لفظه  من  كلام الرسول محمد ولغة العرب السائدة في ذلك الزمان…

خسارة كبرى

وما حصل من حسم لهذه المعركة لصالح الحنابلة والإسلام السني يعتبره الصديق خسارة كبرى للمسلمين حيث بقيت الكثير من المناطق الرمادية حسب رأيه في حاجة إلى دراسة وإعادة بحث حتى نفهم الدين بطريقة أفضل ونصل إلى حقائق أخرى من القرآن لم تكشف بعد ومعان جديدة ومختلفة تم منعها بعد أن اقصيت كل الآراء الأخرى وغلبت القراءة السنية التي كرسها الخليفة المتوكل الذي انتصر للحنابلة في معركتهم مع المعتزلة بعد أن خلف أخاه المأمون في الحكم ومنذ ذلك التاريخ البعيد والمسلمون على طريقة الحنابلة الاشعرية والمذهب السني وقرآن عثمان وما كرسه الفقهاء والأصوليون والمفسرون لقرون من الزمن.
واليوم فإن المشروع الكبير الذي وراءه معهد البحوث المغاربية المعاصرة لإعادة دراسة القرآن ومواصلة الجهد المتعثر لكل العلماء والمفكرين القدامى والمعاصرين في طرح الأسئلة المقلقة في علاقة بحقيقة الوحي وظروف نزوله وملابسات كتابته وجمعه وتوحيده في مصحف واحد…
وكل المؤثرات الاخرى التي تواجدت في ذلك الزمان مثل التأثير المسيحي واليهودي ومؤثرات المعرفة والثقافة التي كانت سائدة لدى أقوام وشعوب أخرى عاصرت الإسلام المبكر ورافقته حين نزول الوحي.

المصدر : الصريح

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

جامعيون تونسيون يبادرون بتدريس الفلسطينيين عن بعد

جامعيون تونسيون يبادرون بتدريس الفلسطينيين عن بعد أطلق عدد من الأساتذة الجامعيين التونسيين…