في حدود الخامسة من كلّ مساء رمضانيّ يفتح المطعم الجامعيّ بالقصرين أبوابه لطلبة قدموا من كلّ أنحاء الجمهورية إيماناً بمصعد اجتماعيّ قد ينسيهم في فترة مهمة من مراحل صقل الذّات، بعيداً عن أُسرهم، في أولى تجارب حياتهم… فيهم من اختار الإفطار مع زملاء جمعتهم ظروفهم المتشابهة في مبيت بُني على مشارف قصر رومانيّ، ومنهم من اختار مقاعد المطعم المطلّ على هنشير التلّة من جبل الشّعانبي.
وفي الوقت الّذي أثارت فيه نوعيّات الوجبات الّتي تقدّم للطّلبة في تونس، في شهر رمضان كثيراً من اللّغط مؤخّراً، عندما انتقد طلبة الخدمات ونوعيّة الوجبات بالمطاعم الجامعية، نشرت صفحات عديدة أكلات بجودة عالية تقدّم لطلبة المركّب الجامعي بالقصرين.
موزاييك زارت اليوم الأربعاء 20 أفريل 2022 المطعم الجامعيّ بالقصرين، وواكبت أجواء الإفطار هناك.
يفتح المطعم، الواقع على بعد خطوات من جبل الشّعانبي، أبوابه لمئات الطلبة المسّجلين بثلاث مؤسّسات جامعيّة بالجهة. ورغم النّسيج الجامعيّ الهشّ بالجهة، تعمل إدارة المطعم على توفير خدمات ترتقي لمستوى تطلعات الطلبة خاصة خلال شهر رمضان، وفق ما صرّح به لموزاييك، المسؤول بالمطعم لطفي حيّوني.
تباين آراء الطّلبة حول جودة الأكلات
تعدّدت آراء الطّلبة المستجوبين حول مدى رضاهم عمّا يُقدّم لهم من وجبات، في المطعم الجامعيّ بالقصرين، وتراوحت إنطباعتهم بين الرضا والنقد أو اللامبالاة.
ويحمل حوالي 90% من الطلبة المرسمين بالمطعم الجامعيّ في القصرين وجباتهم من المطعم إلى المبيت، فيما يتناول 10% منهم وجباته داخل المطعم الجامعي.
المزوّدون قد يبعثرون جدول الأكلات…
يقول مدير المطعم الجامعي بالقصرين الهادي الغرسلي “إن إرضاء كلّ الطّلبة غاية لا تدرك. لكننا نحاول جاهدين إرضاء 90% من المرسّمين لدينا…”
ويشير الغرسلي إلى أن اضطرابا قد يطرأ على التوزيع أحيانا، وتظطرُّ إدارة المطعم إلى تغيير جدول الوجبات، نتيجة لعدم التزام الموزعين بالتزويد. ودعا كلّ الأطراف المتدّخلة، وعلى رأسهم ديوان الخدمات الجامعية إلى التدخل في هذا الإطار، وفق تعبيره.
في حدود الخامسة من كلّ مساء رمضانيّ يفتح المطعم الجامعيّ أبوابه لطلبة قدموا من كلّ أنحاء الجمهورية إيماناً بمصعد اجتماعيّ قد ينسيهم في فترة مهمة من مراحل صقل الذّات، بعيداً عن أُسرهم، في أولى تجارب حياتهم، وفيهم من اختار الإفطار مع زملاء جمعتهم ظروفهم المتشابهة في مبيت بُني على مشارف قصر رومانيّ، ومنهم من اختار مقاعد المطعم المطلّ على هنشير التلّة من جبل الشّعاني، وبين المكانيين مرتفعات شهدت على مرّ التّاريخ، زوال إمبراطوريّات وتأسيس حضارات، وقصص ملاحم تحرّر وطنيّ عديدة، وأكلة جامعيّة تحاول إرضاء أجيال المستقبل…
برهان اليحياوي
المصدر : موزاييك ف م
