كتب: مرتجى محجوب
بعد مرور المرشحين إيمانويل ماكرون ومارين لوبان للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، فإن استراتيجية رئيس فرنسا الحالي التي أعلن عنها مباشرة بعد اعلان النتائج الاولية هو ضرورة توحد جميع التيارات السياسية وعموم الشعب الفرنسي من أجل التصدي لما يسميه باليمين المتطرف في إشارة لزعيمة التجمع الوطني…
لكن لسائل أن يسأل : أيهما أكثر تطرفا: ماكرون أم مارين؟
ماكرون الذي لا تاريخ سياسي له، والذي كان يعمل في بنك روتشيلد و المتزوج من روتشيلدية، وانطلاقا من فترة حكمه الأولى هو خادم وفيّ لمصالح رؤوس الأموال على حساب عموم الشعب الفرنسي ولعل مظاهرات السترات الصفراء التي وقع قمعها، ما هي إلا ردة فعل شعبية على تدهور القدرة الشرائية وما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لنسبة هامة من الشعب الفرنسي…
علاوة بطبيعة الحال على تذيّله للولايات المتحدة الامريكية واستراتيجياتها الامبريالية التدميرية في شتى أنحاء الأرض، ولعل آخرها و ليس أخيرها ، الحرب الروسية الاوكرانية التي عرت تماما الشعارات الغربية الزائفة وما يمكن أن يفعلوه من أجل مصالح فئة صهيونية صغيرة تريد التحكم في العالم وإخضاع كافة بلدانه لشهواتهم المادية ونزعات الهيمنة المتوحشة لديهم…
أما مارين و حزبها الوطني وإن كانوا يطرحون أفكارا متعلقة بالهجرة والمهاجرين ارتكازا على رؤيتهم وشوفينيتهم القومية أو الوطنية، فإنهم في نفس الوقت ضد الهيمنة العالمية الأحادية ورأسماليتها المتوحشة وضد تخريب الدول الأخرى تحت اليافطات المزيفة للديموقراطية والحرية…
أقولها صراحة، إن كان هناك شططا و تطرفا في بعض مواقف مارين لوبان فإن ماكرون ومن وراءه هم أكثر تطرفا مهما حاولت وسائل اعلامهم العالمية تجميلهم أو اخفاء تطرفهم الذي عانت و لا تزال تعاني منه البشرية في شتى أصقاع الأرض…
المصدر : الصريح
