كتب: محمد الحبيب السلامي
الصديق يوسف الرمادي رجل طيب، عرفته منذ سنوات في نادي الثلاثاء بمقهى الفنون الأربعة بنهج باريس الذي كان يجمع نخبة طيبة من المثقفين رحل منهم الأصدقاء إلى رحمة الله، المرحوم البشير خالد، والمرحوم منصف شرف الدين، والمرحوم أحمد الطويلي…
كنّا نتحاور بصراحة ونتفق ونختلف…ولأن الوقاية من وباء الكورونا وكبر سني أقعداني في صفاقس وحرماني من مجلس الثلاثاء فقد بقيت أتنسم أخبار أصدقاء النادي، واليوم طالعت مقالا في الصريح الرقمي عنوانه (من ذكريات مقاومة الغش في الباك…نزهة رائقة)، كتبه صديق النادي يوسف الرمادي…
طالعت المقال مرارا لأفهمه، ففهمت أن الصديق يوسف يحاول أن يتهم الإسلاميين في وزارة التربية بمحاولات الغش في البكالوريا…لماذا؟
لأنهم إسلاميون…وفي المقال يتهم الإسلاميين ببث أفكارهم وإيديولوجيتهم وسياستهم في برامج التربية الإسلامية…
…يا صديقي يوسف، أقول لك أولا…إنني وعمري تسعون سنة انخرطت في صغري في جمعية الشبان المسلمين في عهد الحماية وقضيت تسع سنوات في التعليم الزيتوني طالبا ثم مدرسا، ولم أكن أعرف كلمة (إسلاميين) لا أعرف أحدا يقال له ‘إسلامي’ إلا لما أراد التنويريون يتهمون سياسيا من يخالفونهم…
وأقول…لقد حدث الغش في امتحان البكالوريا مرارا وفي مرة ألغيت النتائج وأعيد الامتحان….وتشكلت لجنة تدرس لتتعرّف على من كانوا وراء الغش؟ فهل ثبت أنهم إسلاميون إخوانيون وكان ذلك في عهد بورقيبة؟
..وبرامج التربية الإسلامية في عهد الاستقلال كتبت في عهد الوزير المرحوم محمود المسعدي، فهل تتصور أنها لم تُعرض على المسعدي؟ ومن الكتب التي ألفت في عهده كتاب (الاجتهاد والتجديد) لتلاميذ سنة البكالوريا فهل خفي ما فيها على الوزير المسعدي من شخصيات؟
هل تعلم أن هذا الكتاب ألغته لجنة التربية المؤلفة من المتفقدين لما تغيرت البرامج؟ هل تعلم أنني واحد من مؤلفي كتاب السنة الرابعة ثانوي في التربية الإسلامية وفيه فصول من مجلة الأحوال الشخصية تدعيما للمعلومات؟
هل تعلم أنني حييت الوزير المرحوم محمد الشرفي بصفتي متفقد تربية، ولما علمت أنه سيغير كتب وبرامج التربية كتبت له رسالة رجوته فيها التريث سنة لدراسة البرامج دراسة علمية لكنه لم يقبل رجائي، وألغى برامج السنة السادسة والسابعة وعوضها ارتجالا بالنصوص التكميلية الواردة في كتاب التجديد الملغى؟
هل تعلم أن متفقدي التربية الإسلامية في عهد المرحومين بورقيبة وبن علي هم، المرحوم الصادق بلحاج، المرحوم محمد المختار السلامي والمرحوم صالح نابي والمرحوم محمد التوفيق السلامي، والمرحوم عبد الرحمان خليف، ولحق بهم المرحوم أحمد عبد اللطيف وعبد الرزاق بالسرور ومحمد الحبيب السلامي…
فهل لديك ما يثبت أنهم كانوا يوجهون برامج التربية توجيها سياسيا؟ وهل تصدقني إذا قلت لك: …إن الوزير المرحوم محمد الشرفي قال لي لما استقال من الوزارة…لقد كانوا يريدون إلغاء الهدي القرآني وأنا الذي أبقيته وأثريته؟ فهل تتصور أن من تسميهم إسلاميين كانوا وراء الإلغاء؟
يا صديقي…أرجو أن يدرس التاريخ بغير منظار سياسي عدائي…
مع خالص التحية
المصدر : الصريح
