Home أخبار لقاء الوفاء لفقيد العلم والصحافة: ابن ماطر الراحل الدكتور المنصف الضنبري…

لقاء الوفاء لفقيد العلم والصحافة: ابن ماطر الراحل الدكتور المنصف الضنبري…

4 second read
2
0

كما هي دائما، تنسيقية الصحفيين بولاية بنزرت، تبحث و تنقّب لتردّ الجميل لكل من قدّم الإضافة لهذا الوطن الجميل عبر تنظيم لقاءات الوفاء و الاعتراف بالجميل، و يوم أمس الموافق لـ 4 جوان 2022 و تحديدا بالمقهى الثقافي بمرفه بنزرت…

وبحضور كريم من أبناء بنزرت و ضيوف بنزرت وفي مقدمتهم السادة إبراهيم الفريضي المدير العام السابق لمؤسسة الإذاعة والتلفزة والصحفي رضا الكافي، مدير موقع Kapitalis  و الصحفي حسين بن عاشور فضلا عن العائلة الكريمة للفقيد، كان لقاء الوفاء لروح الدكتور و الصحفي، ابن ماطر، الذي رحل عنّا أخيرا (4 أفريل 2022) موضوع هذا اللقاء الجميل…
وهو عبارة عن لقاء ذكريات الأحبّة التي جمعتهم بالفقيد ولقاء لنفض الغبار عن قامات نعتزّ بهم و تعتّز بهم تونس و لقاء تسليط الضوء على مناقب الفقيد الذي جمع بين العلم والتواضع وتجنّب الغرور…

كلمة أولى و حديث الذكريات:

بعد كلمة الأولى، للسيد رشيد البكاي، الذي استهل بها اللقاء لوضع هذه المناسبة في اطارها مبيّنا و أنّ هذا اللقاء هو تكريم لروح الدكتور و الصحفي المنصف الضنبري  الذي غادرنا منذ أشهر قليلة، وذلك اعترافا لهذا الرجل لما قدّمه للوطن سواء في مجال التدريس بالجامعة أو في مجال مهنة المتاعب. وليس أصدق ما يفي هذا الرجل حقّه من مداخلة للسيدين رضا الكافي، مدير موقع (  Kapitalis  ) و إبراهيم الفريضي، المدير العام السابق للإذاعة و التلفزة التونسية.
رضا الكافي: سأتحدث عن المنصف الإنسان…

في بداية مداخلته المرتجلة قال السيد رضا الكافي بأنّه لم يتوقّع أبدا أن يفقد في وقت وجيز صديقين مرّة واحدة وهما الدكتور المنصف الضنبري والسيد محمد بوعمود. وفي نفس السياق ذكر بأنّ الفقيد المنصف الضنبري كان موسوعة وملمّا بكلّ ما يحدث وما حدث في البلاد و في العالم، و سأكتفي للحديث عن هذا الرجل خلال العشرة السنوات الأخيرة حيث اكتشفت في هذا الشخص، بقطع النّظر عن قيمته الفكرية والصحفية، اكتشفت فيه خصالا نادرة جدّا…
وهي التواضع و عدم البحث عن البروز و الظهور والابتعاد عن النرجسية، فضلا عن خصال الطيبة و الكرم حيث كان قريبا من كلّ الزملاء الإعلاميين وأيضا من طلبته بالجامعة و بزملائه الأساتذة أيضا. كان الدكتور الضنبري يؤمن بالعمل الجماعي وقد عاش حوالي 40 سنة بين التدريس والصحافة و المرء حديث بعده.

إبراهيم الفريضي : كان لا يبحث عن المادّة لقاء ما يكتبه

في مداخلته بيّن السيد إبراهيم الفريضي أنّه ممتن جدا للتقاليد الجميلة التي تشهدها مدينة بنزرت من نشاطها الجمعياتي حتّى قبل ‘الثورة’ فضلا عن كون بنزرت تشهد أيضا زخما إعلاميا كبيرا في ما يعرف بصحافة القرب و مترحما بالمناسبة على عميد الصحافة الجهوية الفقيد صالح الدريدي صاحب جريدة القنال.
وبالعودة إلى مناقب الفقيد المنصف الضنبري، أكدّ المحاضر و أنّ الفقيد كان رجلا أكاديميا بالأساس، ولكنه أيضا انتمى إلى عالم الصحافة عبر أسرة التحرير لمجلة ”  Dialogue ” و احتل المكانة التي تليق به بين مقامات تلك الفترة لأسرة التحرير.
وبعد توقف  المجلة، انتمى الفقيد إلى جريدة ” Renouveau ”  و كان للفقيد ركن تحليلي للأحداث في العالم خاصة وأنّه يتقن اللغة الإنقليزية و الأهم من كلّ هذا كان الفقيد لا يهتم بالجانب المادي لقاء ما يكتبه من مقالات بل له قدرة فائقة على التواصل مع محيطه والتأقلم معه ..ليختم كلامه بالقول هذا هو المنصف كما عرفته…

شهادات الحضور:

حمادي بن حماد، المدير السابق لمجلة ” Dialogue ” : ( شهادته كانت مكتوبة باعتبار تعذر حضوره لأسباب صحية) و قد جاء فيها بالخصوص  عند  أول مقابلة بينه و بين المنصف الضنبري ما يلي ” …و هنا أفادني مخاطبي بكل صراحة أنّه حريص كل الحرص إذا ما حظي طلب انتدابه بالموافقة على المحافظة على استقلاليته و عدم انصهاره في توجه حزبي أو عقائدي مؤكدّا على أنّ الصحفي الملتزم بأخلاقيات المهنة ونبل رسالتها يسعى دائما إلى التحرر من كلّ ضابط، ولا همّ له إلاّ الالتزام بتأملاته الشخصية في شؤون الحياة و الناس و التعبير الصادق عن هواجسهم و تطلعاتهم … 
وكان حريصا على تقديم مقالاته كلّ أسبوع بكلّ انتظام و مواضبة …و قدر حرصت على الاطلاع عليها شخصيا قبل نشرها، فأعجبت بمتانة بنيتها وعمق مفاهيمها وإتقان تأليفها…..إلى أن غادر هذه الدنيا إلى الرفيق الأعلى مخلفا اللوعة و الأسى ..تاركا حبرا على ورق مكنونات من المقالات من المفروض أن لا تبقى طي النسيان ليستفيد منها المهتمون بشؤون الصحافة في بلادنا لاستكشاف منزلة هذا الصحفي المبدع و مكانته المرموقة أيّام عزّها و تألقه.
زهير الذوادي ” مدير سابق لجريدة (Renouveau ) :

في كلمات متقطعة وكأنّها تحمل معنا للوجع لوفاه الفقيد قال السيد زهير الذوادي، كان المنصف الضنبري شخصا متواضعا…غير مادّي على الإطلاق …مقالاته موزونة …تجاوز الأنا …له ثقة في النفس … و له ثقافة واسعة و الكتابة الموضوعية … فهو جمع بين السلوك و الصنعة ..
حسين عاشور: كان مرجعا في العلاقات الخارجية

بعد تقديمه التعازي لعائلة الفقيد، قال الصحفي حسين بن عاشور، كانت مقالات الفقيد خاصة تلك المتعلقة بالعلاقات الخارجية و ما يدور حول العالم، كانت مقالات دسمة شكلا و مضمونا، بحكم اطلاعه على جلّ الدوريات التي تصدر في العالم و مجريات الأحداث العالمية، فضلا عن امتلاكه لأدوات اللغة الإنقليزية والمستوى العلمي الهام، مضيفا أنّ مقالاته كانت من الموضوعية بمكان بل كانت بمثابة الدروس حول العديد من المفاهيم خاصة الاقتصادية أو تلك المتعلقة بالمنظمات والهيئات الدولية و دورها. و كان يقدّم مقالاته، رغم خصوصيتها، بأسلوب سهل و لكن من صنف السهل الممتنع.

جلول جبالية: أضعف الإيمان

جاء في كلمته و أنّ تكريم الفقيد المنصف الضنبري هو أضعف الإيمان وذلك اعترافا لكلّ ما قدمه الفقيد في مجال الإعلام عموما، مقترحا بالمناسبة إمكانية إصدار جريدة جهوية تعكس هموم ومشاغل جهة بنزرت خاصة بعد أفول جريدة ” القنال ” لصاحبها المرحوم صالح الدريدي. فضلا عن إمكانية توثيق كل ما كتبه الفقيد.
الأمين الشابي: المرء حديث بعده

بعد تقديمه العزاء لأفراد عائلة الفقيد ، قال ” فعلا يحزّ في نفسي اليوم أنّ تظلّ قامة هامّة كقامة الفقيد  المنصف الضنبري مغمورة و لا نعرف عنها إلاّ النزر القليل و حتّى عندما بحرت عبر الانترنات  و سألت” الشيخ غوغل ” عن من يكون الدكتور المنصف الضنبري لم أجد إلاّ بعض الكلمات التي تقول حرفيا ” المنصف الضنبري من مواليد مدينة ماطر سنة 1949 وزاول تعليمه الثانوي بمنزل بورقيبة ومتحصل على دكتوراه في الآداب و الحضارة الأمريكية و منذ السبعينات انتمى إلى عالم الصحافة ” ليواصل المتدخل كلامه بالقول في حين تعج صفحات التواصل الاجتماعي عن التفاهات و الموبقات عن طلاق فلانة و فضيحة فلانة و لباس فلتانة، مضيفا من هنا تأتي قيمة هذا اللقاء الذي سلّط الضوء على الأقل على بعض مناقب هذه القامة العلمية و الإعلامية و الذي يعدّ من المراجع العلمية  الأكاديمية و الصحفية أيضا و لنا أن نفخر بها بعيدا عن تفاهات ” الهشك بشك “.
الدكتورة سناء إلاهي : نؤكدّ على أهميّة عملية التوثيق
في كلمتها أكّدت الدكتورة سناء إلاهي على أهمية عملية التوثيق لتكون  الكتب المرجع الأساسي للدّارسين و الطلبة حتى يجدوا المراجع الصحيحة و يبتعدوا  بقدر الإمكان عن الاعتماد على مراجع الانترنات التي تحمل في طيّاتها الغث و السمين، مقترحة في سياق حديثها عن إمكانية اختيار مسيرة الفقيد من قبل أحد الطلبة لتكون موضوع إعداد رسالة دكتوراه. هذا و قد أطلعت الحضور و أنّها بصدد الإعداد لتقديم كتابها قريبا و هو بعنوان ” المثقفات التونسيات و مواقفهن من أهمّ التيارات ” داعية الحضور لمواكبة تقديم هذا الكتاب.

جلال علمية و تقديم كلمة العائلة:

في ختام هذا اللقاء تشرف صهر الفقيد السيد جلال علمية تقديم كلمة العائلة و هذا أهم ما جاء فيها ” يشرفني أن أتقدم بجزيل الشكر و خالص الثناء إلى كلّ من شرفنا اليوم بالحضور تكريما لروح العزيز علينا الراحل المنصف الضنبري الذي ترك الأثر الطيب سواء في مجال التعليم أو الصحافة و هو ما لمسناه من خلال حضور السادة رضا و إبراهيم الفريضي و حمادي بن حماد و حسين عاشور و زهير الذوادي و غيرهم عبر تقديم معطيات و معلومات أنصف الفقيد و سلطت بعض الأضواء على مسيرته الثرية و الزاخرة بالعطاءات.  
وبالمناسبة أنوّه بما وجدناه لدى أسرة نزل مرفه بنزرت و على رأسها السيد عفيف كشك لاحتضان هذا اللقاء و أيضا الشكر الكبير لمنتدى مقاصد و لتنسيقية الصحفيين بولاية بنزرت و شكرا مجددا لكل الحضور و الله وليّ التوفيق “

مواكبة: الأمين الشابي
عدسة: فؤاد بن شعبان

المصدر : الصريح

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

عاجل: القبض على الشاب الملثّم المتورط في السطو على بنك في الوردية

عاجل: القبض على الشاب الملثّم المتورط في السطو على بنك في الوردية تمكنت الوحدات الأمنية مس…