Home أخبار عيسى البكوش يكتب: منارات مغاربية على ضفاف السّين: بوعلام صنصال

عيسى البكوش يكتب: منارات مغاربية على ضفاف السّين: بوعلام صنصال

28 second read
2
0

كتب: عيسى البكوش

” أنا أشتغل بالأدب لا بالحرب وإنّ الأدب ليس عربيّا ولا يهوديّا إنّما هو سرد لقصص تتّجه إلى كلّ النّاس »…هكذا ردّ بوعلام صنصال على منتقديه سنة 2000 إثر صدور كتابه ” قرية الألماني” والذي وقع حظره في الجزائر.

حياته وسيرته..

ولد بوعلام صنصال يوم 15 أكتوبر 1949 بثنيّة الحد وهي قرية في جبال الأوراس وهو ابن عائلة قدمت من الريف المغربي.
هو خرّيج مدرسة المهندسين بالجزائر ثمّ مدرسة المواصلات بباريس.
اشتغل بالتدريس قبل أن يتحمّل وظيفة سامية بوزارة الصناعة التي أُطرد منها بسبب مواقفه الرافضة لتوجّهات الحكومة.
شغف بالكتابة بتحريض من صديقه الأديب رشيد ميموني وأصدر أولى رواياته “Le serment des barbares ” سنة 1999 وتحصّلت لتوّها على جائزة الرواية الأولى وتحوّل بفضلها إلى العديد من المدن في فرنسا لتقديم هذا المنتوج البكر ثمّ تتالت الإصدارات وواكبها العديد من التكريمات والجوائز.
كتاب “Poste Restante ” هو الآخر وقع حضره وهو عبارة عن رسالة مطوّلة يتوجّه بها إلى مواطنيه.
ثمّ “Petit éloge de la mémoire ” و “Dis-moi le paradis ” وهو من نفس الشاكلة أي مواجهة نقديّة للسلطة القائمة في بلاده وهو ما تسبّب في إعفائه من وظيفته في الإدارة.
إثر الزلزال الذي ضرب منطقة بومرداس ظنّ النّاس أنه فُقد ولكنه ظهر بعد أمد قصير.
سنة 2005 أصدر صنصال كتابه “Harraga ” يتحدّث فيه عن ” الحرقة ” وآلامها.
سنة 2011 وعلى إثر وفاة والدته خديجة بن علوش يصدر رواية جديدة تحت عنوان “Rue Darwin ” ونهج دروين هو النهج الذي عاش فيه أثناء طفولته وهو لا يبعد أكثر من مائة متر على منزل الأديب ” ألبار كامو” المتحصّل على جائزة نوبل سنة 1957.
سنة 2013 ينشر كتاب “Gouverner au nom d’Allah ” ويتحصّل بفضله على جائزة Jean-Zay وتسند له الجائزة الكبرى للفرنكفونية.
ثمّ في عام 2015 يتحصّل على الجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية بفضل كتاب “2084” وفيه إحالة على الكتاب الشهير لـ أورويل “1984”.
سنة 2017 ينشر عن دار L’Aube بالاشتراك مع الكاتب الفرنسي Boris Cyrulink كتاب “L’impossible paix en méditerranée “.
ثمّ سنة 2021 عند Gallimard كتاب “Lettre d’amitié “.

عضو بأكاديمية العلوم

انتخب سنة 2020 عضوا بأكاديمية العلوم لما وراء البحار بعد أن كان تحصّل على الدكتوراه الفخرية سنة 2013 من مدرسة المهندسين بليون.
لقد احتل كتابه الحدث ” قرية الألماني” المنشور عند Gallimard صفحة كاملة من جريدة le Monde في عددها الصادر يوم 18 جانفي 2008، وهو يروي قصّة واقعية لألماني نازي فرّ إلى مصر ثمّ وقع اعتماده من طرف المخابرات كخبير لدى جبهة التحرير الجزائرية وعند الاستقلال دخل في دين الإسلام وتزوّج من امرأة جزائرية ولكن ولده عندما تفطّن إلى تاريخه هذا النازي ثارت ثائرته وصاح : ” ليس من حقّك أن تعطينا الحياة، أنا لا أرغب فيها، فهي الكابوس واللعنة « … ولكن يقول المؤلف ” هل يُحاسب الأبناء بأفعال أوليائهم”.
في كتابه ” أروي لي الجنّة ” يقول بوعلام صنصال: ” تأتي الحروب، ثمّ المحارق، ثمّ المجاعات، ثمّ الخطب الرنّانة ثمّ الأفراح المبطنة بالأراجيف، ثمّ تعود الحروب والضغائن والهجرات والمنافي، وكذلك الكلمات التي تقتل والكلمات تنشر دوما الحماقة”.
هي كلمات دوما مشحونة لأنّ به حرقة ممّا اعترى دينه ووطنه من مغالاة خلال العشريّة السوداء التي مرّت بها الجزائر.

المصدر : الصريح

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

هل تم إلغاء حج الغريبة هذا العام؟

هل تم إلغاء حج الغريبة هذا العام؟ أعلنت هيئة تنظيم الزيارة السنوية الدينية لمعبد الغريبة أ…