كتب: محمد صلاح الدين المستاوي
استاذان في جامعة استرازبورغ خلف الاول الثاني في رئاسة قسم الدرسات الاسلامية تخرج على يديهما فيه عشرات الدارسين والباحثين الفرنسيين والمغاربيين…
*اختص الاستاذ ايريك جوفروا في التصوف الاسلامي بمختلف مدارسه وشيوخه بالخصوص الشاذليين والمغاربيين وترجم الى الفرنسية العديد من المؤلفات في هذا المجال (كحكم ابن عطاء الله وغيرها).
وتولى تنسيق واصدار العديد من الاعمال العلمية لندوات دولية عقدت في السنوت الاخيرة اثرت المكتبة العلمية باللغة الفرنسية (مثل كتاب الشاذلية وكتاب طرق الله وكتاب عن الشيخ احمد العلاوي) .
*ولا يزال الاستاذ ايريك جوفرا يضيف الى المكتبة الصوفية عديد البحوث والدراسات هي ثمرة مشاركاته المتعددة والمتلاحقة فيما يعقد من مؤتمرات وندوات عن الحياة الروحية في الاسلام في مختلف البلدان العربية والاسلامية والاروبية والامريكية .
*وكثيرا ما جمعتني به هذه اللقاءات ودائما اجد لديه الجديد المفيد وفي هذا الاطار وفيما اختص فيه صدرت له عناوين هامة مثل كتابه عن (القرن الحادي والعشرين اما ان يكون قرنا روحيا أو لا يكون).
*وهذا الكتاب وكتبا اخرى للاستاذ ايريك جوفروا ترجمت الى اللغة العربية ولكن يلاحظ عن ترجماتها انها ليست وفية لما كتبه صاحبها باللغة الفرنسية وقد تمنيت عليه ان يراجعها بمعية من يثق في اهليتهم وقدرتهم
*وعموما فالرجل من خيرة الباحثين المختصين في التصوف الاسلامي والجانب الروحي في الاسلام.
*اما ثاني رؤساء قسم الدراسات الاسلامية في جامعة سترازبورغ وهو في الحقيقة الاول في هذه الخطة فهو الدكتور ميشيل باربو اختص في اللغة العربية (فقه اللغة) واثرى المكتبة ببحوث علمية دقيقة اتسمت بالصرامة والمنهجية الدقيقة مستعملا آخر ما انتهى اليه البحث العلمي في هذا المجال لينتهي الى نتائج باهرة تبين عبقرية اللغة العربية وتميزها وتفوقها وسر الحرف العربي والكلمة العربية مما يبين ان العربية ليس صدفة ان تكون لغة القران الكريم وان تختار لذلك دون سواها من اللغات الاخرى.(وشهد شاهد من اهلها).
*وللاسف الشديد فإن اعمال الدكتور عبد الكريم باربو لا تلتفت اليها مجامع اللغة العربية ولا تلتفت الى صاحبها ولم تفكر هذه المجامع في اختياره لاعضوا عاملا ولا عضوا مراسلاولا خبيرا استفادة من خبرته الواسعة في علوم اللغة العربية واثراء لاعمالها في هذا المجال.
*وحتى لما اقترحت على الدكتور محمد احمد الشريف الامين العام لجمعية الدعوة الاسلامية العالمية دعوته لالقاء محاضرات على طلبة الدراسات العليا لكلية الدعوة الاسلامية بطرابلس وذلك ما بادراليه مشكورا الدكتورمحمد احمد الشريف واستجاب له الاستاذ باربو فان هذه الدعوة لم يكتب لها ان تتم بسبب الاجراءات الادارية البيرو قراطية الروتينبة وياللاسف الشديد وهو ما جعل هذه الزيارة العلمية لم تتم وذلك ما كرس المزيدمن الاحباط في نفس الاستاذ باربو .
*واصل الاستاذ عبد الكريم باربو القيام بعمله العلمي الجامعي في خدمة الثقافة العربية والاسلامية بتفان واخلاص (تاركا ثروة علمية رفيعة هي بحق خير اثر يشهد له ويخلد ذكره ) الى ان بلغ سن التقاعد لينتقل بالاقامة الى المغرب اين ينوي قضاء بقية عمره في تلك البلاد التي احبها (وهو متزوج من مغربية بنت الامير عبد الكريم الخطابي وله منها ولدان (
*وأحب الاستاذ عبد الكريم باربو الجزائر التي كان له الفضل في انقاذ مكتبتها الوطنية من العدوان الذي تعرضت له ( بمحاولة احراقها) على ايدي غلاة المستعمرين وهي منة يحفظها له الاخوة الجزائريون.
*كما ان الاستاذ عبد الكريم شارك في ملتقيات عقدت في تونس دعته للمشاركة فيها الكليات الجامعية.
* جزى الله الرجلين (جوفروا وباربو) خير الجزاء عن جهودهما العلمية في خدمة الثقافة العربية الاسلامية هناك حيث الصرامةوالدقة والمنهجية العلمية والاكاديمية.
المصدر : الصريح
