كتب: محمد صلاح الدين المستاوي
كلما حل شهر رمضان الا وتذكرت رجلا من خيرة من عرفت من ابناء تونس المقيمين في فرنسا منذ ما يزيدعلى 60 سنة هو السيد الفاضل البشير العجيلي رحمه الله (ابن صيادة الاصيل جهة الساحل) والذي رحل الى دار البقاء في السنة الماضية تاركا في انفس كل من عرفوه لوعة وحسرة شديدة.
*عرفت هذا الرجل الفاضل في تسعينات القرن الماضي في بداية ترددي على فرنسا للاحاطة الدينية بالجالية، وكان له الفضل بعد الله في مصاحبتي الى المصليات والمساجد في أمسيات وليالي شهر رمضان مسخرا وقته وسيارته تطوعا لا يريد من وراء ذلك جزاء ولا شكورا …
*ولولا ذلك المجهود الذي بذله رحمه الله على حساب راحته وأسرته التي اعانته على ذلك واخص بالذكر السيدة الفاضلة زوجته (الفرنسية الأصل) ذات الخلق الرضي والايادي البيضاء على افراد الجالية التونسية في إرشادهم واعانتهم على تحصيل حقوقهم من الادارات الفرنسية، لولا ذلك لما امكنني ان اقوم بما قمت به مما وفقني الله له وأعانني عليه.
*كان السيد الفاضل البشير العجيلي رحمه الله اذا حللت بفرنسا يترك كل التزاماته ويتفرغ لمرافقتي في الدروس التي ادعى لالقائها من طرف القائمين على المساجد والمصليات وهي بالعشرات وتؤمها الجالية بكثافة لأداء صلاة الجمعة وصلاة التراويح .
*كان رحمه الله لا يتردد ولا يتأخر عن المساعدة على الاستجابة لدعوات رواد المساجد في تعلم دينهم وهو بذلك شريك في الاجر والثواب ان شاء الله.
*ظل رحمه الله يقوم بذلك بلا كلل ولا ملل الى اخريات حياته الى ان داهمه المرض وعاقتني وعاقته عن مواصلة القيام بهذا الجهد افة كورونا
(عافى الله الحميع.)
*امسيات وليالي لا تُنسى و لا تُمحى من المخيلة كان فيها السيد البشير العجيلي رحمه الله كثيرا ما يعود الى اسرته في ساعة متاخرة من الليل بعد ان يُوصلني الى مقر اقامتي في مسكن قريبي السيد عمر خلفة رحمه الله الذي فتحه لي وجعلني لا أواجه مشكلة الإقامة أجزل الله مثوبته.
*رحم الله السيد الفاضل بشير العجيلي وكتب ثواب مرافقته لي تطوعا في الدروس الرمضانية في سجل حسناته (فقد قام بما لم يقم به سواه) انه سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا..
المصدر : الصريح
