-هناك حجارة وأوثان في غير الكعبة ويعبدها من يتظاهرون بالتقوى
اشرف اليوم رئيس الجمهورية قيس سعيد على موكب تسليم جوائز الفائزين في الدورة 53 للمسابقة الوطنية لحفظ القران لسنة 1443هـــ/2022م.
وقال قيس سعيد” قال تعالى في محكم تنزيله “انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون وفي هذه الاية الكريمة دليل على ان امر الدين سيتم وسينتشر” وهذا التحدي كما يقول الشيخ الطاهر بن عاشور في كتابه التحرير والتنوير وهنا لابد ان نقف في فكرة التحرير في القران الكريم وهي فكرة جامعة لا تتعلق بمجموعة من البشر بل بالشخص الواحد وكيف يتحرر من كل الشهوات ومن كل القيود والتنوير لان الامر يتعلق بمقاصد الشريعة الاسلامية .
واضاف ان الشيخ الطاهر بن عاشور يقول بان في هذه الاية دليل على ان القران منزل من عند الله، اية على صدق الرسول صلعم لانه لو كان من قول البشر او لم يكن اية لتطرقت اليه الزيادة والنقصان ولاشتمل على الاختلاف قال جل من قال في كثير من الايات افلا تتدبرون افلا تعقلون افلا تنظرون ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا والحمد الله ان الله هو الذي يحفظ القران الذي نزله على عبده سيدنا محمد صلعم وهيأ الاسباب ليحفظه المسلمون والمسلمات لله ولعله من المفيد التذكير بضرورة ان يتدبر المسلمون احكام القران وقد دعانا الله في اكثر من اية الى التفكير والى النظر وهناك دراسات حول معنى النظر في الاسلام ودعانا الى التذكر واعمال العقل في ما ورد في نص القران وفي كل ما خلقه الله .
وواصل القول بان الاسلام يقوم في جملة ما يقوم عليه على الاخلاق قل صلعم “انا بعثت لاتمم مكارم الاخلاق” وقد شهد الله رب العالمين بعظمة اخلاق المصطفى وهو اصدق القائلين “وانك لعلى خلق عظيم”.
واضافسعيد ” الاسلام ليس مجرد عبادات دون مقاصد بل منظومة كاملة تتصل فيه المعاملات بالعبادات وربما هذا التقسيم في حاجة الى مراجعة لان المقصود هو الاثر الذي يجب ان يترتب عن تلك العبادة وتتالي الصلوات الخميس في اليوم الواحد دليل على ان كل انسان مسلم يتذكر الله في كل الاوقات .
وافاد سعيد بانه تذكر خطاب جعفر بن ابي طالب امام النجاشي حيث القى خطابا تاريخيا “ايها الملك كنا قوما اهل جاهلية نعبد الاصنام وناكل الميتة وناتي الفواحش ونقطع الارحام وياكل القوي منا الضعيف وهذا في الجاهلية ..وللاسف مازالت مظاهر بعض الجاهلية في ايامنا هذه.. فكنا على ذلك حتى بعث الله لنا رسولا دعانا الى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآبائنا ما كنا نعبد من حجارة وأوثان ..وكانت هناك حجارة اوثان في الكعبة ولكن هناك حجارة وأوثان في غير الكعبة ويعبدها من يتظاهرون احيانا بالتقوى …وامرنا بصدق الحديث فأين صدق الحديث من الذين يتحدثون ولا يصدقون ولا يخلصون حتى مع انفسهم واداء الامانة والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور واكل مال اليتيم وامرنا ان نعبد الله وحده .
وشدد سعيد على ان الاسلام كما قال الرسول “قل امنت بالله ثم أستقم ولكن ما نشاهده اليوم هو من يشركون الحكام بالله واللاقة مع الله وليس من يدعي انه الجهة الوحيدة المخولة لعباجة الله ونحن عندما نتوجه للصلاة نتوجه للقبلة ولا نتوجه لمكان اخر.
وأضاف سعيد حول المسالة المتعلقة بدين الدولة ،” يقال دين الدولة هو الاسلام والله في محكم تنزيله قال كنتم خير امة اخرجت للناس ولم يقل كنتم خير دولة اخرجت للناس..وأننا اليوم نصوم ونصلي ليس بناء على الفصل الاول من الدستور بل بناء على امر من الله الذي امرنا بما امرنا وليس الدستور وهذه المسالة المتعلقة بدين الدولة فالدولة ذات معنوية كأن تقول شركة تجارة دينها الاسلام وهذا نوع من الخيال العلمي حتى تمكنها من العمل وتتحرك عن طريق من يمثلها ولكن لا توجد دول ستصلب على وجهها في النار ويوم الحساب يحاسب الانسان بمفرده وفي الواقع نقول دين الامة وللاسف في عصور الجهل تركنا المقاصد والاهداف وكانوا يتحدثون عن مسائل لا علاقة لها بالاسلام والفتاوى التي كانت تصدر عن البعض لم تكن موجودة حتى في السنوات الستين والسبعين وتتعارض في بعض الاحيان مع احكام القران ثم نرى بعض الممارسات التي لم تكن موجودة من قبل فالإسلام يقوم على العقل وهندما نقف على الصراط لن تكون بجانب الدولة والإسلام دين حرية ودين تحرير ثم يقوم على العدل والذين يتحدثون عن المساواة لا يفقهون التفريق المساواة الشكلية وبين العدل ان الله يامر بالعدل والاحسان والمساواة يمكن ان تكون شكلية ولا تحقق العدل اطلاقا في حين ان المقصود هو العدل .
المصدر : الصباح نيوز
