المدينة العربي أو العتيقة بتونس العاصمة تحيى هذه الأيام وبعد انخفاض مخاطر جائحة كوفيد 19 على وقع ريحة رمضان بكل ما يصاحبه من حفلات وسهرات تجمع التونسيين حول الحكايات الزمنية وروائع روائح البخور والعطور والزهر والقهوة العربي، بين بنايات ومعالم تاريخية مميزة بزخرفتها والنقش الذي يميز أبوابها وجدرانها، إلا أن هذا الجمال الذي يسحر التونسي والأجنبي على حد سواء وتعبق منه صناعاتنا التقليدية وحب التونسي للحياة تخفي حجم التهديدات التي قد تطال المدينة ومعالمها وبناياتها، منها ما هو راجع للزمن والعوامل الطبيعية ومنها من تسبب فيه تغول الإنسان للثراء دون اعتبار خصوصية تاريخ تونس العريق الذي تقف جدرانه ومحلاته وجامع الزيتونة وغيرها شاهدة عليه.
في هذا السياق، صرحت شيخة مدينة تونس سعاد عبد الرحيم لموزاييك الثلاثاء 12 أفريل 2022 أن عدة بنايات بالمدينة العربي أصحبت آيلة للسقوط كما تدهورت بنيتها التحتية والمشهد العام للمدينة العربي وهو ما دفعهم إلى وضع برنامج للتهيئة والصيانة يهم خاصة للمعالم والموروث المادي واللامادي بالمدينة منها ما انطلق منذ سنوات وتم استكماله ومنها ما هو متواصل .
وأوضحت سعاد عبد الرحيم أن برنامج الصيانة استهدف ضمن أولوياته المعالم التي تحمل طابعا ثقافيا ومن ذلك إعادة صيانة فضاء بئر الأحجار وقصر خير الدين والذي يتم استغلاله من قبل الفنانين في عدة مجالات، مشيرة إلى انه تم استكمال الجزء الأول من برنامج صيانة الكنيسة الايطالية القديمة ‘الفضاء الثقافي الأورومتوسطي سانت كروا (Sainte-Croix ) وتحصلت بلدية تونس مؤخرا على النصف الثاني من الدعم المالي المخصص لإتمام صيانة هذه الكنيسة والحفاظ على الطابع المعماري الأصلي للبناية التي يعود تشييدها إلى أكثر من 3 قرون.
وأشارت إلى أن من بين المعالم الأخرى التي تمت صيانتها وإعادة تهيئتها سوق الشواشين مؤكدة أن القائمة تضم عددا آخر من المعالم والموروث التراثي والتاريخي التي تتطلب صيانة مشيرة إلى وجود برنامج مشترك بالتعاون مع وزارتي الثقافة والسياحة لإضفاء جمالية ضوئية علي عدة فضاءات بالمدينة العتيقة في إطار برنامج تونس وجهتنا.
هناء السلطاني
المصدر : موزاييك ف م
