Home أخبار بين ماكرون ولوبان.. من الأقرب إلى الإليزيه؟

بين ماكرون ولوبان.. من الأقرب إلى الإليزيه؟

2 second read
2
0

مفاجَئة للبعض ومشهد متوقّع للبعض الآخر.. ليتكرّر سيناريو الانتخابات الرئاسية الفرنسية لسنة 2017، بصعود كل من إيمانويل ماكرون في المرتبة الأولى ب 27,6 بالمائة ومارين لوبان ب 23,4 بالمائة إلى الدورة الثانية والحاسمة من الانتخابات وفق النتائج الأولية.

لكن الجديد هذه المرة هو اقتراب ممثلة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبان أكثر فأكثر من الإليزيه، فهل يمكنها الفوز بهذه الرئاسيات؟.

نفس المشهد لكن في سياق مختلف تماما 

21,4 بالمائة تحصلت عليها لوبان في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية لسنة 2017 مقابل 23,4 بالمائة في 2022 بتقدم بنقطتين وب7 نقاط مقارنة بالنتائج التي حققها والدها جون ماري لوبان في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية لسنة 2002.

وهو ما يعكس حالة الترقب والتخوف في مقر حملة الرئيس المنتهية ولايته ايمانويل ماكرون أمس عند الإعلان عن النتائج رغم وصوله في المرتبة الأولى إلا أن الأجواء كانت بعيدة عن الاحتفالات والطمأنينة ليلة الإعلان عن نتائج الدورة الأولى في 2017 رغم ان المنافس نفسه لكن السياق مختلف تماما.

المواجهة المرتقبة

جريدة “ليباراسيون” Libération ذات التوجه اليساري عنونت صباح اليوم في صفحتها الرئيسية “هذه المرة، الوضع خطير جدا” وهو ما يعكس تفكير فئة كبيرة من العائلة السياسية الفرنسية بمختلف توجهاتها اليسارية الوسطية وحتى اليمينية.

فبعد خسارتهم في الدور الأول دعا جلهم القواعد للتصويت لايمانويل ماكرون في الدور الثاني وذلك بهدف قطع الطريق أمام اليمين المتطرف من خلال المترشحة عن حزب التجمع الوطني مارين لوبان وليس عن قناعة ببرنامج او بسياسة ماكرون.

وبالفعل تتالت أمس الأحد ومباشرة بعد الإعلان عن النتائج الأولية توصيات المترشحين لأنصارهم بخصوص أصواتهم في الدورة الثانية.

بالنسبة لماكرون وكما ذكرنا سابقا فقد دعا مرشحو حزب “الجمهوريون” اليميني فاليري بيكريس، وحزب الخضر يانيك جادو، والحزب الشيوعي فابيان روسيل ، والحزب الاشتراكي آن هيدالغو، للتصويت لصالحه بعد 15 يوما.

أما المفاجأة فقد كانت ربما من مرشح أقصى اليسار جان لوك ملنشون، والذي تحصل على المرتبة الثالثة بفارق نقطتين فقط عن لوبان بحوالي 21% من أصوات الفرنسيين، معظمهم في مناطق « Outre mer » ومدن كبيرة أيضا على غرار “ليل” في شمال شرقي البلاد.

ملنشون أكد ضرورة قطع الطريق أمام لوبان، لكنه وعلى عكس كل المرشحين الذين ذكرناهم لم يطالب من أنصاره مباشرة وصراحة بالتصويت لصالح ماكرون في الدور الثاني. 

وكما كان منتظرا أيضا لم تتحصل مرشحة “التجمع الوطني” مارين لوبان الا على دعم المرشح اليميني المتطرف إيريك زمور الذي حاز على نحو سبعة في المائة من الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، إلى جانب المرشح المحسوب على اليمين المتطرف أيضا نيكولا ديبون إينيان.

وقال زمور أمام أنصاره ” صحيح لدي خلافات مع مارين لوبان, ولكن هناك في مواجهتها رجل أدخل مليوني مهاجر ولم يتطرق إلى موضوع الهوية”، داعيا إياهم إلى “التصويت لمارين لوبان”.

15 يوما للإقناع… 

ومنذ الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين 11 أفريل 2022 انطلقت حملة الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون, لمحاولة إقناع الفرنسيين بالتصويت لصالحه في الدور الثاني ويبقى هدفه الاول التوجه للممتنعين عن التصويت والذين قدرت نسبتهم بـ26 بالمئة، والهدف الثاني قواعد اليسار وخاصة من صوتوا لملنشون حتى لا يقاطعوا الدورة الثانية.

 ماكرون والذي اختار الميدان ولقاء المواطنين في اليوم الأول من هذه الحملة خاصة انه لم يقم بتحركات كبيرة خلال الحملة الانتخابية في الدور الأول وذلك نظرا للدور الذي قام به كرئيس فرنسا في مجريات الحرب في أوكرانيا, الورقة التي كانت رابحة في الدور الأول بما أن التقديرات تقول أن مواقفه خلال الحرب مكنته من 4 الى 5 نقاط إضافية عند التصويت.

من جهتها رئيسة التجمع الوطني مارين لوبان اختارت المكوث في مقر حملتها في اليوم الأول من الحملة الانتخابية الثانية وعقد سلسلة من الاجتماعات مع فريقها مؤكدة انها ” تدرس بهدوء كل خطوة تقوم بها”

ماذا سيتغير إن فازت مارين لوبان؟

عديد المراقبين يقولون إن لوبان قريبة اليوم أكثر من أي وقت مضى من قصر الإليزيه, ففوزها في هذه الانتخابات يعني تغييرات كبيرة وراديكالية في السياسة الداخلية والخارجية لفرنسا.

رئيسة “التجمع الوطني” تعارض تماما الدور المحوري لبلادها في الاتحاد الأوروبي والتقارب الفرنسي الأوروبي، ورغبتها واضحة وصريحة في سحب فرنسا من القيادة لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وتركز لوبان على الأوضاع الداخلية في فرنسا، مع تعهد رئيسي بضخ مزيد من الأموال في جيوب الفرنسيين، وتقليص الأداءات وسط مخاوف من التضخم وارتفاع تكاليف مستوى المعيشة، إثر الحرب في أوكرانيا.

وفي علاقة بموضوع الهجرة والإسلام, قبل ثلاثة أيام من الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية، كانت قد أعلنت رغبتها في فرض غرامة مالية لمعاقبة وحظر ارتداء الحجاب، خلال مقابلة على قناة “إر تي إل”، الفرنسية واعتمدت لوبان في تصريحاتها الأخيرة على مبدأ “محاربة أيديولوجية استبدادية تسمى الإسلاموية”.

في انتظار موعد المناظرة التلفزية بين ماكرون ولوبان والتي عادة ما تكون حاسمة في علاقة بالسباق الرئاسي خاصة من جانب الناخبين المترددين، فهل سيخاطر الفرنسيون بانتخاب ممثلة اليمين المتطرف في ظرف صعب ودقيق بالنسبة لفرنسا وأوروبا عموما ام سيواصلون المشوار والطريق الذي اختاره ماكرون لهم؟

ناهد الجندوبي 

المصدر : موزاييك ف م

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

سعيد: لا أحد فوق القانون والذين يدّعون بأنهم ضحايا لغياب الحرية هم من أشدّ أعدائها

سعيد: لا أحد فوق القانون والذين يدّعون بأنهم ضحايا لغياب الحرية هم من أشدّ أعدائها جدّد رئ…