Home أخبار بن عاشور: ألف سنة من النظام الملكي والبايات ليسوا وراء انتصاب الحماية

بن عاشور: ألف سنة من النظام الملكي والبايات ليسوا وراء انتصاب الحماية

8 second read
2
0

تحدّث محمد العزيز بن عاشور أستاذ الحضارة الاسلامية ووزير الثقافة السابق في برنامج ”جاوب حمزة” اليوم الأحد 27 نوفمبر 2022 عن المجتمعات العربيّة والإسلامية ونمط الحكم المستبدّ والحاكم المشرقي المتسلط.

وأكّد أنّ الواقع التاريخي يثبت أن كل الدول التي مرت على المجتمعات العربية والإسلامية كانت على نمط الحاكم المستبدّ، مشيرا إلى أنّ المشرق سيطرت عليه منذ قديم الزمان نزعة استبدادية في القيام بالسلطة.

وقال محمد العزيز بن عاشور إنّ الدولة المسلمة عندما كانت في المدينة المنورة وبعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم كانت الدولة تشاورية لكن لما خرجت السلطة من المدينة نحو دمشق التي تعدّ عاصمة أهم مقاطعة بيزنطية واستقرت الدولة الأموية هناك تأثرت بسرعة بالعادات البيزنطية وطريقة الحكم فتشبهت الدولة المسلمة الفتية بالإدارة البيزنطية الأوتوقراطية.. إثر ذلك اتجهت الدولة العباسية إلى بغداد وتأثرت بالإمبراطورية الفارسية المستبدة أكثر من البيزنطيين”.

الدولة العربية الإسلامية ورثت النظام التسلطي من الإمبراطورية البيزنطية والفارسية

وأشار إلى أنّ التأثير الفارسي والبيزنطي كان قويّا في نحت الحضارة الإسلامية وصارت الدولة العربية الإسلامية وريثة النظام التسلطي الاستبدادي، مؤكّدا أنّ التسلط ليس في علاقة بالإرث الإسلامي بل هو إرث تاريخي وجغرافي. 

وفي سياق متّصل، اعتبر ضيف برنامج ”جاوب حمزة” أنّ تطوير المؤسسات السياسية كان تاريخيا من مهام النخب الحضارية الذين يمتلكون القدرة العلمية والاقتصادية والتجارية ويقطنون المدن لكن هذه النخب كانت في قبضة الدولة المسيطرة، عكس أوروبا حيث كان للنخبة الكلمة الحاسمة ولا يمكن السيطرة عليهم لأنهم يمتلكون القوة والحصانة من الكنيسة.

 

تونس عاشت نظاما ملوكيّا لأكثر من ألف سنة

 

وبالعودة إلى نظام البايات الذي يعدّ آخر الأنظمة التسلطية في تونس والذي درسه أستاذ الحضارة الاسلامية محمد العزيز بن عاشور وأصدر مؤلفا عنه بعنوان «Aux temps des émirs et des beys. Episodes de l’histoire tunisien » تناول فيه جوانب جوهرية من تاريخ تونس حول الأزمة الطويلة الممتدة من عهد الأمراء الأغالبة من القرن التاسع إلى أواخر دولة البايات الحسينيين في منتصف القرن العشرين، أكّد أن “البايات في تونس هم حلقة من سلسلة تعود الى الدولة الأغلبية وتقاليد الحكم الملكي في بلادنا تعود إلى أكثر من ألف سنة ” وفق تعبيره.

واعتبر محمد العزيز بن عاشور أنّ الاستعمار كان أشّد عنفا وضررا على تونس من انتصاب الحماية، مبيّنا أنّه بعد خروج المستعمر الفرنسي بفضل تضحيات التونسيين وزعماء الحركة الوطنية بقيت العائلة الحسينيةّ في الحكم منذ 20 مارس 1956 إلى 25 جويلية 1957 يوم إعلان المجلس التأسيسي عن إلغاء نظام الملوكية وإعلان الجمهورية ونفي الباي.

 

استعمار تونس يأتي في إطار اكتساح الإمبريالية الأوروبية للعالم 

 

وفي سؤاله عن سبب غضب التونسيين من نظام البايات وتحميلهم مسؤولية دخول المستعمر والحماية الفرنسية، أكّد أنّ هذه الفكرة خاطئة لأن دخول المستعمر يأتي في إطار اكتساح الفضاء العالمي من قبل الإمبريالية الأوروبية نتيجة نجاحات الثورات الصناعية وتطور الجيوش والفكر أيضا.

وأقرّ أنّ البايات سعوا إلى منع دخول المستعمر الفرنسي منذ 1830 لكن سياستهم الجبائية أصبحت سيئة بسبب محاولاتهم لتعصير الإدارة ومحاولة مواكبة الحداثة وهو ما يتطلب مصاريف كبيرة، معتبرا أنّ الاكتساح الامبريالي ضرب الاقتصاد التونسي في مرحلة أولى لإضعاف الدولة ومن ثمّ استعمارها “وبالتالي فالمسؤولية كانت مشتركة” وفق قوله.

وخلُص بن عاشور إلى أنّ صيغة الحكم التسلطية والاستبدادية التي تواصلت الى بداية القرن 21 كانت مصدر مشاكل العالم الإسلامي ككلّ وتونس لم تكن بمنأى عن ذلك.

وعن تقييمه لفترة البايات قال وزير الثقافة السابق “اعتمادا على الدقة.. عهد البايات في تونس تضمّن فترات إيجابيّة وأخرى سلبيّة وضمّ صفحات سوداء وصفحات أقل ضررا على السكان آنذاك.. في عهدهم عاش المجتمع بشكل متماسك وازدهرت التجارة ووُجد العلماء والمدرسة الزيتونية ومدرسة باردو والصادقية والإدارة كانت منظمة الأمر الذي جعل فرنسا تفرض الحماية في مرحلة أولى قبل التفكير في الاستعمار”.
 

المصدر : موزاييك ف م

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

بنزرت: غلق حركة المرور بالجسر المتحرك في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء

بنزرت: غلق حركة المرور بالجسر المتحرك في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء ذكرت المديرة الجهو…