مرة أخرى نصحو على غربية من غرائب بلادنا التي ترمز إلى السنوات العجاف التي عاشتها تونس منذ انتفاضة 2010 ، حيث تقول قصة أحد المسنين البالغ من العمر 88 سنة أصيل إحدى القرى بمعتمدية الهواربة وعائل لـ8 أفراد بالكاد يتوصل الى تلبية حاجياتهم اليومية لظروفه الاجتماعية والصحية القاسية بعد سنوات عمل شاقة…
ولما أحيل على التقاعد ظن الجميع أنه وعائلته قد تنفسوا الصعداء لأنه يعاني من امراض مزمنة ورغم جراية التقاعد الضعيفة إلا أنه رضي بما اعطاه الله لكن ” هو رضي بالهم والهم لم يرضى به ” فبعد سنوات من تقاضيه لجرايته عبر مؤسسة الكنام إلا أنه فوجىء قبل عدة أشهر بانقطاع جرايته بلا اعلام مسبق واتصل بمؤسسة الكنام للاستفسار، فكانت الصاعقة التي كادت أن ترديه قتيلا بعد إعلامه أنه في عداد الأموات بسجلاتهم الإلكترونية رغم وقوفه امامهم بلحمه وشحمه وهزالة جسمه المنهك بالامراض المزمنة و الفقر الملازم له طيلة حياته…
ورجع عمنا إلى دشرته يجر اذيال الخيبة، لكن في الحقيقة هي خيبة إدارات تونسية مترابطة ارادت قتل مسن مازال لم يحن اجله بعد، ولازمته الصدمة وزادت أوضاعه الاجتماعية والصحية سوءا لعجزه التام على توفير دواءه و حاجيات عائلته الملتاعة.
وفي الاثناء تم تكليف أحد المحامين لمتابعة هذا الموضوع الغريب في شكله لكنه عادي في اصله لاننا أصبحنا نتعايش من الغرائب والطرائف والمصائب و طبعنا معهم في حياتنا اليومية ، واتصل القضاء بملف القضية وبعد مد وجزر في أروقة المحكمة و الفرق الأمنية لكن للاسف كانت النتائج سلبية، لأن الأبحاث لم تتوصل الى ما يرد اعتبار هذا المسن و الجميع متمسك برأيه و باقواله وإن هناك تشابه في الأسماء وفق محاميه افرز هذه اللخبطة التي عصفت بأمال رجل مسن ” لا عملت لا يديه ولا رجليه” لكن إصرار المحامي على مواصلة التقاضي وحل اللغز الذي حير الجميع ويطلب منه ستعقد جلسة قضائية في شهر جوان المقبل لابطال وإلغاء مضمون الوفاة حتى يسترجع عمنا المسن جرايته…
لكن الخوف كل الخوف ان يحصل المكروه قبل هذا الموعد القضائي ويرحل وتصبح حالة الوفاة حقيقية، لكن الأعمار بيد الله ونرجو من الله ان يطول في عمره ويسترجع حقوقه كاملة و ينال كل مقصر ومستهتر جزاءه.
عزوز عبد الهادي
المصدر : الصريح
