الإذن ببقاء لجان تفادي الكوارث في حالة انعقاد دائم دعوة للكشف عن الضالعين في الحرائق وحماية صابة الحبوب والثروة الغابية

وزير الداخلية: سيتم وضع خطط مُشتركة لتأمين الصّابة إلى غاية جمعها ونقلها وتخزينها

اتحاد الفلاحين: الحرائق المفتعلة جريمة في حق الوطن ولا بد من حماية الثروات الفلاحية الوطنية

تونس-الصباح

تمكنت فرق الحماية المدنية ومصالح الغابات بزغوان في ساعة متأخرة من ليلة السبت من السيطرة بالكامل على الحريق الذي اندلع أول أمس بجبل الشنانفة بالفحص، وفق ما أكده المدير الجهوي للحماية المدنية حمدي اليوسفي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء.

وذكر ذات المصدر أن النيران التهمت ما يفوق 25 هكتارا من الأشجار الغابية، وأشار إلى أنه تم تسخير 6 شاحنات إطفاء وحوالي 30 عونا للسيطرة على الحريق رغم قوة الرياح وصعوبة التضاريس، لافتا إلى أنه تم الإبقاء على شاحنتي إطفاء على عين المكان تحسبا لاشتعال النيران في البؤر التي تم إخمادها.

وقامت الوحدات التّابعة للدّيوان الوطني للحماية المدنيّة يوم الجمعة بإجراء 59 تدخّلا لإطفاء حرائق، كما  نجحت وحدات الحماية المدنية فوج طبربة من ولاية منوبة وإثر تدخل امتد الى ما بعد ظهر الجمعة، من  إخماد ألسنة اللهب التي اندلعت بالغابة الشعرية بجبل حماد من معتمدية الجديدة.

موجة حرائق

واشرف وزير الداخلية توفيق شرف الدين، على اجتماع اللجنة الوطنيّة الدائمة لتفادي الكوارث ومُجابهتها وتنظيم النجدة بصفة استثنائيّة أمس السبت 07 ماي 2022، وبحُضور كلّ أعضائها الممثلين للهياكل الراجعة بالنظر لوزارة الدّاخليّة وممثلين عن مختلف الوزارات المعنيّة للنظر في الوسائل الكفيلة بتأمين موسم الحصاد وحماية المحاصيل الزراعيّة.

وقد تولى وزير الدّاخليّة دعوة كافة أعضاء اللجنة الوطنيّة للجاهزيّة والبقاء على أهبة، خصوصا لما شهدتهُ البلاد خلال هذه الأيّام الأخيرة  من موجة حرائق شملت أغلب الجهات وتسبّبت في خسائر مادية فادحة، مُبرزا أنه لا يُمكن التصدّي لهذه الظاهرة إلا بتضافر جهُود مُختلف الهياكل ومزيد التنسيق بينها وأن يتحمّل كلّ طرف مسؤوليّاته كاملة لضمان نجاح موسم الحصاد والمحافظة على المحاصيل الزراعيّة من مختلف التهديدات والمخاطر وتقديم المساعدة اللازمة للمواطنين المُتضرّرين، وفقا لبلاغ صادر عن وزارة الداخلية يوم أمس.

كما أفاد توفيق شرف الدين، أن الهدف من اجتماع هذه اللجنة هو تسليط الضوء على السُّبل الكفيلة بالحفاظ على الثروات الغابيّة بصفة عامّة والمحاصيل الزراعيّة بصفة خاصّة حيث أن البلاد على أبواب موسم حصاد صابة الحُبوب وذلك بوضع خطط مُشتركة لتأمين الصّابة إلى غاية جمعها ونقلها وتخزينها، مُطالبا الجميع بمزيد اليقظة والاستعداد الجيّد والعمل على توفير كافّة الوسائل المادية والبشريّة واللوجستيّة لتأمينها، إضافة إلى تشريك المجتمع المدني. ودعا وزير الدّاخليّة، الهياكل الأمنيّة لمضاعفة الجهُود للوُقوف بالمرصاد للعابثين بثروة البلاد وبقُوت الشعب وإيقاف كلّ مُشتبهٍ به وكلّ من يثبتُ تعمّدهُ إضرام النار عمدا بالغابات أو المحاصيل الزراعيّة وتقديمه للعدالة.

وفي اختتام الجلسة أوصى الوزير ببقاء اللجان الجهويّة والمحليّة في حالة انعقاد دائم والتدخّل الحيني عند كلّ طارئ والعمل على تسخير كافة الإمكانيات لإنقاذ الأرواح والممتلكات.

من جهته أعرب الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري في بلاغ له الجمعة 06 ماي 2022 عن استنكاره الشديد لتتالي حوادث الحرق في الآونة الأخيرة مطالبا بالكشف عن الضالعين وراءها، علاوة على تنديده بالترفيع المشط في أسعار الأعلاف الأمر الذي انعكس سلبا على منظوريه. واستنكر اتحاد الفلاحين موجة الحرائق التي انتشرت مؤخرا في العديد من مناطق البلاد واعتبرها جريمة في حق الوطن كما أدان الاعتداءات  التي تعرضت لها ممتلكات الفلاحين والبحارة وطالب بالكشف السريع عن حقيقة ومصدر الحرائق التي طالت واحات النخيل بقابس ومركب للصيد البحري بصفاقس كما يدعو الى اتخاذ أقصى الاحتياطات وتسخير كل الإمكانيات الضرورية لحماية الثروات الفلاحية الوطنية وفي مقدمتها صابة الحبوب حتى نحافظ على خبز وقوت التونسيين ونحميها من عبث العابثين..

مخزون الحبوب

ومن المنتظر أن تبلغ صابة الحبوب للموسم الحالي في تونس 20 مليون قنطار مقابل 16 مليون قنطار في الموسم الفارط. وأطلقت الفاو إصدارا جديدا لموجز منظمة الأغذية والزراعة عن إمدادات الحبوب والطلب عليها، متضمنا توقعات محدثة تشير إلى تراجع محتمل بنسبة 1.2% في التجارة العالمية بالحبوب خلال سنة التسويق 2021-2022 مقارنة بالعام الماضي. ويرتبط هذا الانخفاض بالذرة والحبوب الخشنة الأخرى، بينما من المتوقع أن تنمو تجارة الأرزّ بنسبة 3.8% وتجارة القمح بنسبة 1% وتشير التقديرات الحالية الجديدة للمنظمة إلى أنّ المخزونات العالمية للحبوب بحلول نهاية مواسم عام 2022 ستبلغ 856 مليون طن، أي أعلى بنسبة 2.8% عن مستوياتها عند بداية الموسم، وذلك بسبب تراكم مخزونات الذرة الذي يعزى بصورة جزئية إلى تعليق الصادرات من أوكرانيا.

وتشير الفاو إلى أنه إذا ما تأكدت هذه التقديرات، فإن نسبة مخزون الحبوب على المستوى العالمي ستختتم الفترة من دون أي تغيير، مسجلة “مستوى وافرا نسبيا من الإمدادات” يوازي 29.9%، ولا تزال المنظمة تتوقع أن ينمو الإنتاج العالمي للقمح في عام 2022 إلى 782 مليون طن. وتشمل هذه التوقعات انخفاضا متوقعا بنسبة 20% في المساحة المحصودة في أوكرانيا، فضلا على انخفاض الناتج بسبب الجفاف في المغرب. وتشير الدراسات الاستقصائية الأولية لعمليات الزراعة إلى إمكانية تقلّص المساحات المزروعة بالذرة في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 4%، وسط مخاوف من ارتفاع تكاليف الأسمدة وغيرها من المدخلات.

صلاح الدين كريمي

المصدر : الصباح نيوز