Home أخبار الأمين الشابي يكتب: وتظل الكلمة الأخيرة للشعب التونسي…

الأمين الشابي يكتب: وتظل الكلمة الأخيرة للشعب التونسي…

0 second read
2
0

كتب: الأمين الشابي

دعونا من البداية نقولها وبالصّوت العالي ونكتبها بالبنط العريض و أنّ الصراع الخفي من الشدّ و الجذب و المناورات و”التبلعيط” السياسي بين الأطراف الفاعلة على الساحة الوطنية والتي تدور رحاها من وراء الستار، لا يخدم أحدا، من هذه الأطراف، لأنّه في النهاية الكلمة الأخيرة ستؤول للشعب التونسي

ولكن بكلّ تحضر وبكلّ سلمية لأنّه على ما يبدو أنّ الكأس فاض ولم يعد للتونسي ما يفقده و ما يخسره بعد كلّ ما فقده خلال العشرية الأخيرة في ظل  الحكم الحكومات السابقة التي عرفتها البلاد منذ 2011 وما رافقها من أحداث ولعلّ إنجازات تلك الفترة تدّل عليها..

سنوات الفشل…

ولسنا في حاجة إلى التذكير بإنجازات العشرية الأخيرة من اغتيالات سياسية و كتابة دستور على المقاس وجعل البرلمان حلبة مصارعة… وتصفية الحسابات بل الانزلاق بهذا البرلمان – بدل التركيز على خدمة البلاد و العباد – ليصبح سوق للنخاسة السياسية. هذا فضلا عن موجة الاختلاسات للأموال العمومية التي رافقت تلك الفترة وتكريس فكر الغنيمة دون أن نهمل ما ناله الشعب التونسي من لهيب ارتفاع الأسعار و انتشار الجريمة و مقارعة ” الزطلة ” و الانهيار التام تقريبا لمنظومات، التربية و الصحة و الاقتصاد غيرها، و ما نتج عن كلّ تلك العشرية من تداين كبير وصلت إلى درجة انهيار الثقة بين الحاكم والمحكوم. وبين الدولة التونسية و الجهات المانحة و الممولة و المقرضة.

ماذا تريد بقية الأطراف؟

ولسنا الآن في حاجة إلى مناقشة الفصل 80 الذي تمّ الالتجاء إليه  لإنقاذ الوضع، و لكن السؤال المركزي الذي لابدّ منه مفاده، ماذا تريد الأطراف السياسية التي جرّبت لمدّة عشرية من الزمن ففشلت؟ هل المطلوب من الشعب التونسي الصمت و ترك البلاد في مهبّ الريح لأحزاب لا تستحي من تأجيج السفارات على وطننا العزيز؟
ومن أحزاب همّها الوحيد ” السلطة و الكرسي ” و الارتماء حتى في أحضان الشيطان من أجله ؟ بل حاولت حتّى التأثير على الجهات المانحة لإيقاف مساعدة الوطن ماليا، حتى لا ينهار الاقتصاد،  وهم من كانوا سببا في انهياره؟
ماذا تريد كلّ هذه الأطراف التي تحرّك الخيوط من وراء الستار؟ كيف يواصلون هذه المناورات الخسيسة و الشعب في غالبيته رفضهم وما هبة يوم 25 جويلية  إلاّ دليل قاطع على أنّه كنسهم و على بكرة أبيهم وذلك بعد أنّ جرّبكم فأذقتموه الأمرّين و تلاعبتم بالبلاد و العباد بلا رحمة و لا شفقة و لا وطنية ولا حسّ انساني؟

نعم اتحاد الشغل عنصر توازن…ولكن

بقي الأمل قائما للإصلاح، يتمثّل، أوّلا، في شخص رئيس الجمهورية، وهو رئيس الدولة باعتباره رمز وحدتها، يضمن استقلالها واستمراريتها ويسهر على احترام دستورها، كما جاء في مقتضيات الفصل 72 من دستور سنة 2014.
وهو سائر نحو هذا تصحيح المسار باعتبار كلّ الإجراءات المتخذة في هذا الاتجاه. و الكلّ، نراه، مرحّبا بكل هذه الخطوات لإصلاح ما انهار من أوضاع اقتصادية و مالية و سياسية و قضائية  و اجتماعية.
ولكن بعض الأطراف، التي حكمت خلال العشرية الأخيرة لم تتركه يعمل ويصلح ما أفسدته هذه العشرية الأخيرة؟ و بالتالي لا يعجبها العجب سوى الرجوع إلى السلطة؟
 و ثانيا الأمل في المنظمة العتيدة وهي الاتحاد العام التونسي للشغل، باعتباره أيضا عنصر توازن في الحياة السياسية و السلم الاجتماعي في البلاد منذ تأسيسه وهو ما  فتىء يقوم بهذا الدور التعديلي و الريادي في كل الأزمات التي مرّت بها البلاد رغم بعض مرارتها أحيانا قبل و بعد استقلال البلاد و ليس المجال سانحا لذكرها.
ولكن المفاجأة غير السّارة هو رفض الاتحاد للمشاركة في الحوار الوطني على أساس أنّه لا يقبل المشاركة في حوار صوري، و هذا ما حقّه و لكن الخروج للعلن، والبلاد تعاني أزمات مختلفة، و التصريح بذلك والدعوة بالتوازي إلى اضراب في الوظيفة العمومية و القطاع العام، اعتبرها شخصيا ‘خطوة غير محسوبة’…  
والمطلوب، عدم التسرع والعمل عبر الحوار لإيجاد حلّ لكلّ اختلاف، لأنّ إطلاق مثل هذا الموقف علنا لا يزيد الوضع إلاّ تعقيدا ولا يخدم إلاّ مصلحة أعداء الوطن في الداخل و الخارج.
نقول مثل هذا الكلام – ليس من باب الاملاءات على منظمتنا العتيدة  بل من باب الدعوة إلى إعمال العقل و التعقّل و تهدئة الوضع حتّى لا يتلقّف أعداء الوطن هذا المعطى ويؤسس عليه لمزيد تهييج الأوضاع ببلادنا و انتهازها لمحاولة تمرير موقف المنظمة على أنّه تأييد على أنّ ما حدث في 25 جويلية هي حركة انقلابية وليست تصحيحية؟

اتقوا الله في تونس

بقدر ما ندعو إلى تهدئة الوضع، باعتبار ما تعيشه البلاد من صراعات غير مكشوفة، أملنا كبير في الاتحاد، هذه المنظمة الجماهيرية العتيدة، أن تلعب دور العاقل والسياسي المحنّك لأنّنا في النهاية لا نملك إلا  هذا الوطن العزيز وهو السقف الوحيد الذي نحتمي به أمام وضع دولي مضطرب، وبالتالي يبقى الاتحاد هو ” الدار الكبيرة ” خاصة أمام ما يدبّر ليلا لبلادنا – و ذاك لا يخفى على أحد – فلو لا  وقوف  الاتحاد من ناحية بكل حكمة فضلا عن مؤسساتنا العسكرية و الأمنية ، في وجه كلّ من يضمر لوطننا من الشرّ و العداء ، والتفافها حول مصلحة الوطن  لربما حصل المحظور، و بالتالي لا نريد لبلادنا أن تسقط في فخّ العنف والعنف المضاد، و هذا ما يتمناه أعداء تونس، هذا البلد الآمن…
وبالتالي المطلوب من كلّ الأطراف أن تتقي الله في تونس و شعبها و إعمال العقل  و فض كل المسائل بالحوار و هو الأسلوب الحضاري و الراقي، بعيدا عن دعوات العنف والفوضى التي يضمرها البعض لاختلاق وضع غير مستقر في البلاد و هو ما تبحث عنه بعض الأطراف السياسية لأنّها  لا تفلح إلاّ في الاصطياد في المياه العكرة. ، باعتبار و أنّ الجميع سيخصر لو دخلت البلاد، لا قدّر الله، في الفوضى مجددا.. والوضع في كلّ ما حدث في ليبيا و سوريا و السودان و غيرها إلاّ شواهد على نقصده.
حفظ الله بلادنا من كلّ سوء…و الحقيقة و أنّ الكلمة ستؤول في الأخير للشعب التونسي طبعا عبر الأسلوب السلمي و الحضاري…

المصدر : الصريح

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

إيطاليا تعلن مشاركة تونس والجزائر وليبيا في اجتماع مجموعة السبع

إيطاليا تعلن مشاركة تونس والجزائر وليبيا في اجتماع مجموعة السبع  أعلن وزير الداخلية الإيطا…