Home أخبار أية انعكاسات للحرب في أوكرانيا على قطاع إنتاج الحليب..؟ الفلاح الحلقة الأضعف وهذه الحلول

أية انعكاسات للحرب في أوكرانيا على قطاع إنتاج الحليب..؟ الفلاح الحلقة الأضعف وهذه الحلول

0 second read
2
0

-استبيان يكشف نظرة المربين للأزمة وأسبابها ..

ظهرت الانعكاسات السبلية للحرب في أوكرانيا على جميع المجالات  منذ  اندلاعها ومن أبرز ذلك الاضطراب الكبير  في سلاسل التزويد وفي أسعار الطاقة والحبوب وقد اثرت هذه الوضعية على العديد من القطاعات، أهمها القطاع الفلاحي، حيث تعتبر روسيا وأوكرانيا ،وفق دراسة أنجزتها إدارة الإنتاج الحيواني باتحاد الفلاحين،من أبرز منتجي المواد الأساسية، على غرار القمح والشعير والذرة وعباد الشمس حيث كشف منور الصغيري المدير المكلف بالإنتاج الحيواني  في الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري  لـ”الصباح نيوز” أن وحدة النتاج أنجزت استبيانا مع عدد من الفلاحين حول طريقة تفكيرهم في الأزمة بعد اندلاع الحرب الروسية -الأوكرانية وفي المستقبل وكذلك في الحلول ومشكل الاعلاف والاسعار . .

 وكشفت الدراسة أن روسيا المصدر الأول للحبوب في العالم، وأوكرانيا المصدر الرابع للذرة في العالم، والخامس للقمح والثالث للشعير، والأول لزيت عباد الشمس.

وقد أثر الصراع بين العملاقين في عالم الحبوب والبذور الزيتية على جميع جوانب الفلاحة في أوكرانيا، كما أدى إلى تباطؤ الواردات من روسيا.

وأفاد منور الصغيري أنه على ضوء مختلف المستجدات المذكورة آنفا قام المعهد العربي لرؤساء المؤسسات، بالتعاون مع الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري،ممثلا في إدارة الإنتاج الحيواني ، بإجراء استبيان حول تأثير الصراع الروسي الأوكراني على القطاع الفلاحي في تونس وتم التركيز على  تأثير الصراع على قطاع الألبان.

وضعية قطاع الألبان..وارتفاع كلفة الإنتاج

وكشفت الدراسة أن حلقة إنتاج الحليب  تمر منذ سنة 2020، بوضعية خطيرة تهدّد بانهيار لجميع حلقات المنظومة، إنتاجا وتجميعا وتصنيعا، وترجع أسباب هذه الوضعية الحرجة إلى ارتفاع كلفة الإنتاج الناجمة عن ارتفاع أسعار الأعلاف المركبة، والأعلاف الخشنة، حيث تواصل أسعار الأعلاف المركبة الصعود، متأثرة بأسعار مادتي فيتورة الصوجا وحبوب الذرة في السوق العالمية، بالإضافة إلى تراجع سعر صرف الدينار مقابل العملات الأجنبية.

وبلغ معدل سعر الذرة الامريكية 1082 دينارا للطن الواحد، ليسجل ارتفاعا ب 1,5% مقارنة بشهر مارس 2022، وبزيادة 43% عن سعرها في مارس 2021.

وسجل معدل سعر الصوجا في السوق العالمية تراجع بنسبة 5% مقارنة بشهر مارس 2022، ليبلغ 1933 دينار للطن الواحد وارتفاع بـ 32% عن مستوى سعرها في مارس 2022.

كما أن نقص تزويد البلاد من مادة الشعير العلفي من قبل ديوان الحبوب، انعكس سلبا على سعر العلف المركب، حيث دفع هذا النقص مصانع الأعلاف إلى تعويض مادة الشعير العلفي بمادة حبوب الذرة في تركيبة الأعلاف المركبة، وهو ما يفسر الزيادات المتتالية خلال شهري جانفي وفيفري 2022 (55 د للطن الواحد).

وتشهد أسعار العلف المركب ارتفاعا لافتا، حيث ارتفع السعر في أكثر من 8 مناسبات خلال الفترة المتراوحة بين أفريل 2021 وهو تاريخ آخر تحيين لسعر الحليب حيث تمّ ضبطه في حدود 1140 مليم/لتر على مستوى الإنتاج وفيفري 2022 وبلغت الزيادة 160 د/طن.

تم بتاريخ 5 ماي 2022 إقرار زيادة في أسعار العلف المركب ليتجاوز 1600 د/طن أي زيادة ب 300 دينار للطن الواحد ليتم التراجع عنها يوم الجمعة 13 ماي 2022.

وخلصت الدراسة الى أن سعر العلف المركب العامل الأكثر تأثيرا في كلفة إنتاج الحليب، كما يمثل أحد عناصر احتساب مؤشر المردودية الاقتصــــــادية لإنتاج الحليب المعتمد في أغلب بلدان العالم.

فلاحة عائلية صغرى ..وأفق محدودة

وأظهرت الدراسة أنه كنتيجة مباشرة لغلاء أسعار الاعلاف، اضطر 55،56 % من الفلاحين المستجوبين إلى بيع جزء من القطيع، وذلك في محاولة لتغطية حاجيات ما تبقى من القطيع، ومن جهة أخرى أكد ثلثا الفلاحين المستجوبين مباشرتهم لعملية تخزين الاعلاف.

أما فيما يتعلق بتسعيرة الحليب على مستوى الإنتاج، فإنها لم تواكب ارتفاع عناصر الكلفة، وحتى التعديل الذي شهدته التسعيرة بداية شـهر أفريل 2021، بزيادة 100 مليم/ لتر، ليصل السعر عند المربي إلى 1140 مليم/لتر، لم تُمكّن من تغطية كلفة الإنتاج المقدرة بحوالي 1855مليما /لتر عند الإنتاج (حسب الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري بعد زيادة أسعار الأعلاف المركبة بتاريخ 5 ماي 2022)، ليبلغ الفارق 715 مليم/لتر و 1600 مليما /لتر بعد التراجع عن الزيادة (أي فارق 460 مليم/لتر).

ونجم عن ضعف المردودية الاقتصادية لقطاع إنتاج الحليب، عزوف المربين عن مواصلة النشاط وتراجع الاستثمار في هذا القطاع، خاصة بالمناطق الملائمة للتربية وإنتاج الأعلاف الخضراء، ويُصنّف قطاع تربية الأبقار الحلوب ضمن الفلاحة العائلية الصغرى، حيث يمتلك 94% من جملة المربين أقل من 10 وحدات أنثوية، ويتواجدون بمساحات محدودة، بالإضافة إلى ضعف إمكانياتهم المادية.

التوجهات الاستراتيجية للفلاحين ..والمخاوف من النقص

رغم الأزمة التي يمر بها قطاع الالبان، فإن 31,75%من الفلاحين الذين شملهم الاستبيان يرغبون في الترفيع في قدرتهم الإنتاجية في الفترة المقبلة، مقابل 10,52% يفضلون المحافظة على قدرتهم الإنتاجية الحالية، بينما أكد 10,52% تقليصهم التدريجي في قدرتهم الإنتاجية، بسبب ضعف المردودية الاقتصادية للقطاع، بينما يخطط 21,05% لتنويع الإنتاج، بإضافة منظومات فلاحية أكثر ربحية، ومن أبرز التوجهات الأخرى للفلاحين، إنتاج الأعلاف للتحكم في الكلفة.

ويتوقع 90% من الفلاحين يتوقعون تسجيل نقص لمادة الحليب في الاسواق خلال الفترة المقبلة، 20% منهم يعتقدون أن هذا النقص سيُسجل في شهر جويلية (فترة عيد الإضحى)، و60% في سبتمبر، و20% في نهاية السنة.

أية حلول ؟

وحسب الخبير منور الصغيري فقد تم خلال الاستبيان تقديم جملة من المقترحات من أجل إيجاد مخرج للازمة وخاصة في ما يتعلق بالأعلاف منها:

–     التعجيل بتطبيق ديناميكية الأسعار وإقرار زيادة ب460 مليم/لتر لسعر الحليب عند الإنتاج و 715 مليم/لتر في حال العودة للعمل بالزيادة في سعر الاعلاف المركبة و ذلك للحفاظ على جهاز الإنتاج وتثبيت المربين بمناطق النشاط.

–     دعم الأعلاف المركبة والتأكيد على مراقبة جودتها وأسعارها.

–     الترفيع في منحة نقل الأعلاف الخشنة من مناطق الإنتاج إلى ولايات الوسط والجنوب.

–     تفعيل ميثاق الشراكة بين المهنة والحكومة للنهوض بمنظومة الألبان.

–     تفعيل اللجان الفنية المشتركة لمتابعة جودة الأعلاف، ونشر نتائج التحاليل المنجزة من طرف مخبر الأعلاف.

–     تخصيص نسبة من التمويل المخصص للاقتصاد الاجتماعي والتضامني للشركات التعاونية للتزود بالأعلاف وخزنها.

–     إلزام المطاحن بتوجيه كامل كمية “السداري” المنتجة إلى الفلاح، مع وجوب قيام أصحاب المصانع بتوريد حاجياتهم من المواد الأولية (شعير وسداري).

–     التقليص في عدد الوسطاء في توزيع الأعلاف المدعمة وتشريك المنظمة الفلاحية في مراقبة توزيعها.

–     إنجاز عقود إنتاج بين ديوان الأراضي الدولية ووحدات الإنتاج الفلاحي والشركات التعاونية   حول إنتاج الأعلاف لفائدة منخرطي هذه الشركات.  

–     إحداث خط تمويل لشراء الأعلاف الخشنة خلال فترة الإنتاج على أن تُعطى الأولوية في التمويل لعقود الانتاج.

–     دعم وحدات تثمين المخلفات الزراعية داخل المستغلات الفلاحية بـ 90% من الكلفة، للحدّ من الإهدار، وتخزين هذه المخلفات، بالضيعات الفلاحية.

ويظهر من خلال هذه الدراسة أن قطاع الالبان قطاع منكوب خاصة في ما يتعلق بالكلفة المشطة للإنتاج وبالوضعية السيئة للفلاح..والمطلوب إيجاد حلول جذرية لمعالجة مشكل القطاع ككل.

أية انعكاسات للحرب في أوكرانيا على قطاع إنتاج الحليب..؟ الفلاح الحلقة الأضعف وهذه الحلول

المصدر : الصباح نيوز

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

جامعيون تونسيون يبادرون بتدريس الفلسطينيين عن بعد

جامعيون تونسيون يبادرون بتدريس الفلسطينيين عن بعد أطلق عدد من الأساتذة الجامعيين التونسيين…