Home أخبار أم الزين بن شيخة: كيف نسمي شعبا لا يشعر بالأمن الغذائي.. سيد نفسه؟

أم الزين بن شيخة: كيف نسمي شعبا لا يشعر بالأمن الغذائي.. سيد نفسه؟

0 second read
2
0

قالت الأستاذة والباحثة متخصّصة في الفلسفة أم الزين بن شيخة في برنامج ”جاوب حمزة” على موزاييك اليوم الأحد 24 أفريل 2022، إنها كباقي التونسيين التقت بالثورة بفرحة كبرى لأنها كانت توعد بتغيير كبير في البلاد، لكن الحلم تعثر، معتبرة في المقابل، أنّ ذلك لا يعني أنه حلم مستحيل بل لانه سار في طريق غير طريق، وفق تعبيرها.

واعتبرت الفيلسوفة أن الثورة افتكت وتم الاستيلاء عليها من طرف الإسلام السياسي وأسيئت إدارة شؤونها حتى الآن، رغم الاعتقاذ بأن الفرحة قد رجعت مرة أخرى لتدق أبواب الوطن في 25 جويلية  .

وقالت: ”هناك عتمة كبيرة وغموض منذ 25 جويلية نتمنى أن ينزاح لأن الامر مرتبط بمستقبل أجيال.. ومفهوم السيادة للشعب غامض أيضا وهناك الكثير من المغالطات في الخطاب السياسي، والفيلسوف يجب ان يتدخل لا للتغيير بل للمشاركة في توجيه العقل في تونس وحراسة قيم العقل الذي اصبح مهددا اعتبارا لأن تونسيين أصبحوا يتكلمون تحت راية الانفعال ”.

وتابعت: ”التفرقة بين هم ونحن غير مقبولة، ولابد من مراجعة الخطاب السياسي في تونس الذي اصبح خطيرا، فآلة التكفير الاسلاموية تم تعويضها بآلة التأثيم الحقوقية وجهاز الدولة لا يعلم شعبه كيف يبني وطن بل يتركه  وحيدا يصارع فقره.

مفهوم الشعب

أما بخصوص مفهومها لمصطلح ”الشعب” الذي تتحدث عنه في كتاباتها والتي قالت إنه قادر على انقاذ الثورة وتحقيق السعادة، أوضحت ضيفة موزاييك أنه الشعب في تونس يُختزل في ”العدد” على غرار نسب الناخبين، فكل من يريد أن يبني شرعية يقوم بذلك من خلال العدد، والأمر خاطئ ، وفق تعبيرها.

واعتبرت أنّ الشعب مسؤول بنسبة كبيرة عن الوضع المزري الذي يعيشه اليوم، وهو ليس بريئا ولا ضحية بل هو مذنب بشكل ما لان بعضه ”باع ذمته وصوته في الانتخابات .

وأضافت قولها: ”أعيب على غياب الثقافة وانتشار الجهل والحمق، حيث تم سلب الشعب ارادته وفصله عن شؤون الدولة زمن الرئيس الراحل زين العابدين بن علي الشعب التونسي لم يتربى ليصبح سيد نفسه ”.

وتابعت: ”سيد نفسه لا وصاية عليه في أي مجال… فكيف يمكن أن نسمي شعبا لا يشعر بالامن الغذائي بأنه سيد نفسه، بل هي حشود هائمة ”.
 
وشدّدت أم الزين بن شيخة أنّ الاعلام في تونس مبني على سياسات صناعة الوهم وأن الثقافة اذا استعملت في محلها ستغير الكثير من الاشياء وستدفع الدولة الى التغيير، وانه لا يجب ان ينتظر الشعب من جهاز دولة أن يتغير بنفسه .

السعادة وتغيّر القيم 

وتحدثت ضيفة ”جاوب حمزة” عن السعادة التي تتحدث عنها في كتاباتها والمعركة ضد الكراهية وثقافة التأثيم والتكفير، معتبرة أن السعادة تكمن في مواجهة الضلام والولوج الى الاماكن المظلمة، وتحرير الفلسفة من الافكار السلبية السائدة عنها والتي عملت الحكومات على مزيد ترسيخها لانها تخشى دور الفيلسوف في نشر الوعي خاصة في مفهومي الرعية والمواطن .

أما عن تغيّر القيم في المجتمع التونسي، أكدت أنّه منذ 2011 كانت هناك محاولات لبث الفتن بين أبناء الشعب والانشقاقات والسطو على عقول بعض الناس وجلبهم لجهة ايديولوجية معينة، ومن اختار أن يكون شاهدا ليكسب قوت يومه.

فلسفة المرح

أما بخصوص فلسفة المرحة، أوضحت أنها فكرة لطالما آمنت بها لتحاول تحويل الفلسفة مناسبة للفرح، قائلة: ”الفلسفة ليست مشاعر سلبية تؤثر على طاقة السعادة في الحياة، الفلسفة ليست نكد وتكفير، بل هناك تيار لاختراع الفرح وتنمية الطاقة الايجابية وتصوير الحياة كطوفان من الحلوى في معبد الجماجم.. ”.

وتابعت: ” تونس تعيش بؤسا وشعبها يتمسك بالحياة لمجرد الحياة ويقتات من الفضلات ويعيش تحت خط الفقر” متسائلة: ” أين الدولة والحكومة والمشاريع التنموية؟ ماذا نفعل بدولة لا تمنح شعبها ولو قليلا من الفرح”.

السياسات التعليمية 

وترى ضيفة موزاييك أن كل الاساتذة مطالبين اليوم بفرض تجديد حقيقي  للمنظومة التربية التي أصبحت تشكل خطرا يهدد المجتمع وتصنع شبابا غير مبدع وبائس وحزين، كما دعت إلى عدم المراهنة فقط على القيم المعرفية التعليمية بل لابد من ترك مساحة للابداع والفنون والورشات، وادخال مساحة من الفرح في صفوف التلاميذ، قائلة: ” توقفوا عن دمغجة اذهان التلاميذ وردم المعارف فيها أرى وجوه التلاميذ حزينة ومكتئبة” ”.

وأكّدت أنّ التخلّي عن الشباب وتهميشه في تونس أمر ممنهج من أجل تفريغ الدولة من طاقاتها، وتقديم الشباب كقرابين لمنظومة تعليمية فاشلة .

 مسلسل براءة

واعتبرت أم الزين بن الشيخة أنّ الفن له دور كبير في بناء الانسان، وانّ مسلسل براءة لسامي الفهري الذي يعرض على قناة الحوار التونسي لا يمت للفن بصلة، ولا يتضمن أي مقاربة جمالية وحتى عملية الاستنساخ للواقع كانت فاشلة، وفق تقديرها.

وقالت: ”كان على السيناريو أن يحارب الزواج العرفي، لا أن يطرح كيفية التأقلم معه، صحيح أنّ الواقع يائس لكن الاثر الفني يجب أن يخلق الفرح.. والأخطر هو أن تقترح على الناس أسلوب حياة يضرهم  
الفن هو مجموعة من الرسائل، لكن لا رسالة ايجابية تم توجيهها في مسلسل براءة” .
 

المصدر : موزاييك ف م

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

يكثر إستهلاكه في رمضان: كيف تحفظ ''المعدنوس'' لفترة أطول؟

يكثر إستهلاكه في رمضان: كيف تحفظ ”المعدنوس” لفترة أطول؟ يمكن حفظ البقدونس بشكل…