قالت الدكتورة أسماء الزيدي رئيسة الجمعية التونسية لأطباء الأشعة إن الجمعية تشرف على تنظيم الأيام التونسية الفرنسية لأطباء الأشعة بالحمامات اثر انقطاع النشاط مدة ثلاث سنوات بفعل انتشار جائحة كوفيد ويمتد برنامج هذا المؤتمر على مدى ثلاثة أيام ببرنامج متنوع سيركز أساسا على أهمية التصوير بالأشعة في كشف الأمراض الخبيثة وفق تصريحها اليوم لموزاييك.
ووفق الزيدي فإن قطاع طب الأشعة في تونس يحظى بمكانة هامة في قطاع الصحة اجمالا ولا سيما في مجال التوقي والكشف المبكر عن الأمراض الخبيثة من ذلك أنواع السرطان ويتواصل دور طب الأشعة في المسار العلاجي للمرضى أثناء متابعة تطور المرض من التشخيص الى العلاج.
وواصلت الزيدي القول إن اختيار الجمعية التركيز على موضوع الكشف المبكر عن سرطان الثدي وسرطان الدم والعظام والكبدة، ويعود لعدة عوامل ومعطيات علمية توصلت اليها جمعية أطباء الأشعة من ذلك انتشار واسع لهذا المرض وبصفة خاصة لدى شريحة الشباب من فئة 30 الى 40 سنة.
وبحسب دكتور الزيدي فإن قطاع طب الأشعة يعيش على وقع تطور معدل هجرة الأطباء الشبان شأنه شأن بقية القطاعات. وجدير بالذكر أن مصادر خاصة كشفت لمراسلة موزاييك أنه من اجمالي خمسين طبيب معد الدفعة السنوية لأطباء الأشعة يغادر 39 متخرج علما أن كلفة تدريس الطبيب الواحد تعادل مليار دينار ما يشكل نزيفا حادا وخطرا على البلاد التونسية في هذا المجال وفق تأكيد مصادر جديرة بالثقة طلبت الاحتفاظ بهويتها.
من جهتها اعتبرت الدكتورة زيدي أن عوامل هجرة الأطباء الشبان لا تنحصر فقط في العامل الاقتصادي والبحث عن مرتبات أفضل بل تتنوع لتشمل عدة عوامل أخرى أهمها الأمن الاجتماعي واستقرار البلاد وتطور مناخ العمل.
وقالت الزيدي في التصريح ذاته إنه من واجبها دق ناقوس الخطر والتنبيه من خطر اندثار هذه المهنة بفعل النقص الحاد المسجل في الموارد البشرية قائلة إن الحلول موجودة.
وأكدت الدكتورة أن الحل الأفضل اعتماده لتلافي النقص الحاصل في أطباء الأشعة في المستشفيات ولا سيما في المناطق الداخلية هو توظيف التكنولوجيا واعتماد ما بات يعرف ب télémedecine أي التطبيب عن بعد .
وللتوضيح أكثر قالت محدثتنا إن :” المريض يمكن أن يخضع للتصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير بالأشعة عن طريق تقني سام في الأشعة بمستشفى ويتم ارسال الصورة الى طبيب أشعة لقراءتها وبلورة التقرير في أي مكان آخر ليحصل المريض على نتيجة تشخيصه فورا.
وفي هذا السياق كشفت دكتور زيدي عن صدور الأمر المنظم لمهنة التطبيب عن بعد télémedecine والذي تنقصه بعض المراجعات تتعلق بطريقة استخلاص أتعاب الطبيب وتنظيم أمر التعاقد مع الأطباء وهي مسائل سهلة التنفيذ على أهميتها ومن شأنها ادخال الطب في تونس في عصر جديد من التطور والتقدم.
واجمالا قدمت دكتور الزيدي تشخيصا ايجابيا لواقع مهنة طب الأشعة في تونس مقارنة بدول الجوار مثل المغرب والجزائر، تشخيص أيده دكتور نوير رئيس نقابة أطباء الأشعة الذي كشف أن معدل توفير طبيب أشعة لكل ثلاث مائة ساكن يحاكي المعدلات العالمية بل ويتجاوز واقع الحال في فرنسا مثلا.
سهام عمار
المصدر : موزاييك ف م
