Home أخبار أحمد القديدي يكتب لكم: ذكرياتي مع ‘الجزيرة’ على وقع اغتيال شيرين أبو عاقلة..

أحمد القديدي يكتب لكم: ذكرياتي مع ‘الجزيرة’ على وقع اغتيال شيرين أبو عاقلة..

0 second read
2
0

كتب: د.أحمد القديدي

حين شاهدت على المباشر جريمة إعدام الصحفية القديرة شيرين أبو عاقلة وهي الشهيدة الجديدة التي قدمتها قناة الحرية والمجد منذ نشأتها عام 1996 في سبيل فلسطين وقضايا الحق و العدل لدى العرب…

وهي القناة التي أنشأت للنضال ضد انتهاك حقوق الأمة ومن أجل كشف حقائق الإستعمار و الإستبداد، وهي إلى اليوم سنة 2022 تغطي انتهاكات الدولة العبرية للقانون الدولي ولحقوق شعب فلسطين، كما هي الأولى في نقل الحرب الروسية الأوكرانية بشهادة مديرة قناة السي إن إن الأمريكية…

من فكرة إلى الانجاز…

تذكرت تاريخ الجزيرة الذي كتب لي الله سبحانه أن أعيشه منذ أن كان فكرة وحلما لدى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة حفظه الله، وحضرة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رعاها الله والحمد لله تحقق الحلم وحافظ عليه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمير قطر المفدى كأمانة، فثابر على سقاية الغرس المبارك وأيقنت ساعتها أن هذه القناة التي كانت فكرة وحلما لا تزال حيّة وقوية رغم ما قدمته من شهداء الحرية ومساجين الرأي…

ويزداد اعتزازي بها حين أعيد في خيالي ذكريات الأيام الأولى من تأسيسها في نوفمبر 1996 وكنت أنا أستاذ الإعلام في جامعة قطر منفيا مطاردا من وطني تلاحقني إنتربول (في عهد الاستبداد..) مرّ في ذاكرتي كالمسلسل التاريخي شريط الأسابيع الأولى للقناة ووفادة أفضل الإعلاميين من لندن بعد إغلاق ‘البي بي سي’ بالعربي وجهود الصديقين القطريين اللذين كانا من الروّاد محمد جاسم العلي وأبو عبد العزيز محمود السهيلي، حيث أدار الأول خطوات البداية ومسك الثاني الجانب المالي والإداري ثم استوت (علبة الكبريت… كما سماها المرحوم محمد حسني مبارك) إلى أن كبرت وتوسعت شبكتها وتغلبت على صعوبات سياسية ومزاجية عديدة.

صوت الجماهير

وقد جمع صاحب السمو الأمير الوالد هذه المعاني في كلمته في حفل الذكرى 25 للقناة فأثار سموه تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد كلمته التي أطلقها حيث شدد الأمير الوالد على أن افتتاح قناة “الجزيرة” يعدّ هدية قطر للعالم لتكون منبراً للجميع وصوت الجماهير.
وقال سموه إن “قطر كانت على إدراك تام منذ البداية أن هذا المشروع الإعلامي سيواجه عقبات كبرى وأن خط تحرير الجزيرة سيكون تحدياً إعلاميا ومكسبا للحقوق العربية مشدّدا على أن انطلاق هذا المشروع لم يكن ممكناً دون رصد موارد مالية وجلب كوادر مدربة ومجربة من أفضل الكفاءات”، وأكد أن “التحدي الأكبر عند انطلاق الجزيرة كان بناء نموذج إعلامي رائد، حيث لم تعرف المنطقة له مثيلاً حتى أصبحت منبر كل العرب ونافذتهم على العالم…

لمحة تاريخية

وهنا لا بد من لمحة تاريخية ضرورية حيث انطلقت الجزيرة في الأول من نوفمبر عام 1996 وقدمت للعالم العربي مفهوماً جديداً للإعلام القريب من الشعوب وقضاياها، إذ مكنت العرب لأول مرة من خلق منافس حقيقي لقنوات عالمية مثل “بي بي سي” و”سي إن إن” وحين أُنشئت قناة الجزيرة في عام 1996 أتت بمواهب وكفاءات في مجال الإعلام من الفرع العربي للقناة البريطانية (محمد كريشان، جميل عازر، جمال ريان، ليلى الشايب، خديجة بن قنة، سامي حداد، أحمد الشولي وغيرهم)….
بدأت الجزيرة تشتهر شيئًا فشيئًا من خلال اعتمادها على مبدأ الرأي والرأي الآخر، ثم طوّرت من نفسها في وقت لاحق، حيث حاولت كسر تقاليد الإعلام العربي وذلك بسبب ما اعتبرته سيطرة العديد من البلدان العربية على معظم أشكال الصحف والتلفزيون والصحافة، كما أنّ هناك نقصا في الصحافة الحرة المتاحة فترى قناة الجزيرة أن بعض الخيارات العربية لم تحترم حريات مواطنيها واعتمدت على أبواق استخدمتها الأنظمة أو الجماعات المتطرفة في الوصول لهدفها وبالمثل فإنّ مؤسسي مجموعة الجزيرة عملوا على مواجهة الهيمنة الغربية على الرأي العام العربي  والثقافة العربية طوال القرن الـ 20.

كسر سيطرة الغرب

في تلك الفترة كانت هناك سيطرة شبه تامة لقنوات (بي بي سي) و(سي إن إن) على نقل أخبار العرب ولم تكن تُناقش القضية العربية إلا من وجهة  غربية.                                                               ويُعد (وليام لافي يومانس) أول من استخدم هذا المصطلح من خلال كتاب له بعنوان “تأثير الجزيرة: كيفَ تُعيد وسائل الإعلام الجديدة تشكيل السياسة العالمية؟” والذي صدر سنة 2008. ومع ذلك فقد استخدمَ (سايمون هندرسون) بدوره مصطلح “الدبلوماسيين في المنطقة” في وقت مبكر من عام 2000. كَرّر هندرسون استخدام مصطلح تأثير الجزيرة وأكد على أنّها نجحت فعلياً في التأثير على سياسات الشرق الأوسط التي تعتمد – أو كانت تعتمد – على احتكار المعلومات  فزادت شعبية الجزيرة بسبب سهولة الوصول لها من خلال التلفزيون الفضائي أو شبكة الإعلام واستخدمَ (ثوماس مكفيل) المصطلح في سياق آخر، حيث أشارَ إلى التغييرات التي طرأت على وسائل الإعلام العربي وأثرت قناة الجزيرة على الحكومات العربية كما كانت تفعل قناة سي إن إن في الدول الغربية.

تأثير عالمي

يرى بعضُ المحللين أن تأثير قناة الجزيرة يمكن أن يُوازي تأثير سي إن إن، حيث تعتمد القناتان على تغطية الأحداث الدولية من خلال إبراز وجهة نظر الحكومة والمُعارضة في الوقت ذاته. هناك فرق بين ما قامت به قناة سي إن إن وما اعتمدت عليه قناة الجزيرة، فهذه الأخيرة وسَّعت من نفوذها من خلال الاعتماد على أحدث وسائل الإعلام مثل صحافة المواطن، مدونات الرأي، راديو الإنترنت والبث الفضائي على عكسِ السي إن إن التي اعتمدت على الوسائل التقليدية لا غير. حسب الجزيرة فهي ترغب من خلال إعلامها الجديد في إعطاء الصوت لمن لا صوت له، هذا ناهيك عن الحديث عن الفئات المهمشة التي تفتقر إلى وسائل الإعلام الخاصة بها!
هذه بعض الحقائق التي عايشتها وتشرفت بالمساهمة المتواضعة فيها تعود للذاكرة اليوم في اغتيال إحدى صحفياتها المشهود لها عالميا بالكفاءة والمهنية والانتصار لحق شعبها المقموع.                                          

المصدر : الصريح

Load More Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Check Also

جامعيون تونسيون يبادرون بتدريس الفلسطينيين عن بعد

جامعيون تونسيون يبادرون بتدريس الفلسطينيين عن بعد أطلق عدد من الأساتذة الجامعيين التونسيين…