كتب: محمد الحبيب السلامي
بسم الله وبعد،
فــقد فرض الله زكاة الفطر، وهي زكاة أبدان وليست زكاة أموال…تجب على الرجل وعلى المرأة، على الصغير وعلى الكبير….وعلى المولود الذي يولد قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان….
هذه زكاة الفطر تجب في كل سنة قمرية مرة في رمضان، وقيمتها صاع من قمح، كان ذلك هو المعمول به في تونس ولما ظهر حرج طحن القمح والانتفاع به في العيد أفتى المفتون بإخراج السميد…
والآن يجري العمل بإخراج زكاة الفطر نقدا عن كل واحد، وقيمة النقد يعلن عنها المفتي في رمضان، وقد قدرت في رمضان هذا العام بدينار وتسعمائة وثمانين مليما، وأنا أقترح على الموسرين أن يخرجوها أكثر من ذلك المقدار الذي عينه المفتي فلهم الأجر…
والفقير الذي يقبضها في تونس في أشد الحاجة إلى ما هو أكثر…هذه زكاة الفطر يخرجها من يملكها، وتسقط على الفقير الذي لا يملكها…
وقد جرت العادة في الزمن الذي كانت فيه زكاة الفطر تخرج من قمح أن الفقير إذا توفرت لديه كمية من القمح يخرج منها الزكاة عليه وعلى أسرته،
واليوم وقد صارت زكاة الفطر نقودا فهل من الفقراء من يخرج منها زكاة الفطر على نفسه ومن عليه نفقته؟ الله أعلم …
وأقول في النهاية…زكاة الفطر يخرجها وليّ العائلة عن نفسه وعن من وجبت عليه نفقته فالمعينة في البيت إذا كانت تعيش معه وهو الذي ينفق عليها هو الذي يخرج زكاة فطرها…
ويجوز إخراجها في العشر الأواخر من رمضان، وآخر أجل هو قبل الخروج لصلاة العيد، فإن أخرها عن هذا الموعد فهي صدقة…
والله الموفق والأعلم…
المصدر : الصريح