من المؤكد أن التواصل مع المواطن اخذ اشكالا متعددة بعد اجتياح التكنولوجيا ومن خلالها مواقع التواصل الاجتماعي لعقول التونسيين وخاصة الماهرين في التعامل مع هذه الثورة التكنولوجية…
لكن مسؤولي الحزب الدستوري الحر اختاروا إضافة إلى ذلك التواصل المباشر مع قواعدهم في شتى ربوع البلاد اعتمادا على سياسة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة…
وهذا ما نجحت فيه رئيسة الحزب إلى حد ما، حيث شاهدنا بالعين المجردة استقطاب مزيدا من المواطنين إلى قواعد الحزب بكل مختلف الفئات العمرية وخاصة الشباب منهم الذين نفروا السياسة طيلة العشرية السوداء، لكن عبير موسي عرفت كيف تصل إلى وجدانهم بصدق الكلام و المثابرة والاقناع تجسد في الكم الهائل من المسامرات الرمضانية الليلية التي أثثها الحزب الدستوري الحر طيلة شهر رمضان بإشراف مباشر منها بعد أن جابت البلاد بجنوبها و غربها ووسطها وشرقها وشمالها، في حين بقيت الاحزاب الأخرى تتفرج من أعلى الربوة ” تقطع وتريش ” في عمل الاخرين…
أما اصحاب اغنية ” ميحي مع الارياح ” المختصين في سبر الاراء الذين ما انفكوا يدرجون شبه حزب غير موجود على الخريطة الحزبية لإضفاء مزيدا من النكد على قواعد ومسؤولي الحزب الدستوري الحر الذين لا يؤمنون ولا يعترفون اصلا بنتائج سبر الاراء العشوائية مادامت لم تاخذ بعد الصبغة القانونية حتى تكون أكثر شفافة في التعامل مع من في السلطة أو في المعارضة على حد السواء… وهي ثقافة يصعب ترسيخها في عقول التوانسة ما لم يتم تنقية الأجواء الانتخابية بالقانون قبل المرور إلى أي وسيلة اخرى تغتصب حق الشعب في الاعتراض والرفض، لكن هذا الأمر يبدو صعب المنال على الاقل في الوقت الراهن…
وتبقى خدمة الناس دون حسابات ضيقة صعبة على بقية الاحزاب المتعودين على الرقص في كل محفل ولو على حساب قناعاتهم إن كانت لهم قناعات المهم ” الدستوري الحر وعبير موسي لا ” وتنطبق عليهم الأغنية المصرية الشعبية. ” من كثر الناس اللي ب100 وجه وحشونا الناس اللي بوجهين “
عزوز عبد الهادي
المصدر : الصريح